ثبت]، عن أبي المنيب [الجرشي]، قال: رأى ابن عمر فتى قد أطال الصلاة وأطنب أفيها]، فقال: أيكم يعرف هذا؟ فقال رجل: أنا أعرفه، فقال: أما إني لو عرفته لأمرته بكثرة الركوع والسجود، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إن العبد إذا قام إلى الصلاة أُتي بذنوبه كلها فوضعت على عاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه".
أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢٩٣)، وفي قيام الليل (١٣٠ - مختصره)، والطبراني في مسند الشاميين (١/ ٢٧٩/ ٤٨٦)، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ١٠٠).
قال أبو نعيم:"غريب من حديث أبي المنب وثور، لم نكتبه إِلَّا من حديث عيسى بن يونس".
قلت: أبو المنيب الجرشي: دمشقي، ثقة، من الطبقة الرابعة، لم يُذكر له سماع من ابن عمر [الكنى للبخاري (٧٠)، الجرح والتعديل (٩/ ٤٤٠)، الثقات (٥/ ٥٦٤)، التمهيد (١١/ ٧٦)، تاريخ دمشق (٦٧/ ٢٥٧)، التهذيب (٤/ ٥٩٤)]، وروايته هذه ظاهرها الإرسال، مع ثقة الرجال، وغرابة الإسناد.
* ورواه عبد الله بن وهب [ثقة]، وأبو صالح عبد الله بن صالح [كاتب الليث: صدوق، وكانت فيه غفلة]:
ثنا معاوية بن صالح، عن أبي وهب العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير؛ أن عبد اللّه بن عمر رأى فتى وهو قائم يصلي، قد أطال صلاته وأطنب فيها، فقال: من يعرف هذا؟ فقال رجل: أنا، فقال عبد الله بن عمر: لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إن العبد إذا قام يصلي أُتي بذنوبه فجعلت على رأسه وعاتقه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه".
أخرجه ابن حبان (٥/ ٢٦ / ١٧٣٤)، والضياء في المختارة (١٣/ ١٥٢/ ٢٤٥ و ٢٤٦)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢٩٤)، والطحاوي (١/ ٤٧٧)، والطبراني في مسند الشاميين (٣/ ١٥٥/ ١٩٨١)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٠)، وفي الشعب (٥/ ٤٣٢/ ٢٨٧٧)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ١٥٠/ ٦٥٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٩/ ٢٥٣)، وابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ١١١)، [الإتحاف (٨/ ٢٩٠/ ٩٣٩٧) و (٩/ ٤٤٢/ ١١٦٣٧)، المسند المصنف (١٤/ ٨٣/ ٦٧٥٧)].
قال ابن حجر:"هذا حديث حسن، رواته كلهم ثقات".
قلت: جبير بن نفير الحمصي: ثقة جليل، مخضرم، من كبار التابعين، ولا يُعرف له سماع من ابن عمر، مع تحقق الإدراك والمعاصرة [التاريخ الكبير (٢/ ٢٢٣)، الجرح والتعديل (٢/ ٥١٢)، الثقات (٤/ ١١١)، التهذيب (١/ ٢٩٢)]؛ بل ليس له في الكتب الستة عن ابن عمر سوى حديث:"إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" أجامع الترمذي (٣٥٣٧)، سنن ابن ماجة (٤٢٥٣)، التحفة (٥/ ٥٤/ ٦٦٧٤)]، ولا له عنه في الكتب المسندة كثير رواية، وظاهر هذه الرواية الأرسأل، فإنما يحكيه عن ابن عمر حكاية، ولا يرويه، واللّه أعلم.