للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والصحيح أنهما واحد؛ بل إن ابن أبي حاتم لما ترجم لأبي فاطمة لم يذكر في الرواة عنه سوى كثير بن مرة، فدل ذلك على أنه هو نفسه كثير الأعرج، وهو ظاهر تصرف أبي نعيم في المعرفة، فإنه لما ترجم لأبي فاطمة قال: "روى عنه: كثير بن مرة، وأبو عبد الرحمن الحبلي"، ثم روى حديث الحارث بن يزيد هذا عن كثير الأعرج به، فدل على أن كثيرًا الأعرج عنده هو نفسه كثير بن مرة، واستشهد برواية: ابن ثوبان، عن مكحول، عن كثير بن مرة، واللّه أعلم.

قال المزي في تهذيب الكمال (٢٤/ ١٤٨): "وهذا الحديث لم نجده إِلَّا في رواية أبي الطيب ابن الأشناني وحده عن أبي داود، ولم يقع لنا عنه مسموعًا، وقد اختلف في نسب كثير هذا، فزعم أبو سعيد ابن يونس أنه: كثير بن قليب بن موهب الصدفي الأعرج، وروى له هذا الحديث في ترجمته من رواية سعيد بن أبي مريم عن ابن لهيعة، ونسبه ابن أبي مريم في روايته كما نسبه الحسن بن موسى سواء. وذكره أبو نصر ابن ماكولا في باب قليب بالقاف والباء، وقال فيه نحو ما قال ابن يونس.

ورواه الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن كثير بن مرة. وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي - صاحب تاريخ الحمصيين -: كثير بن مرة الحضرمي، قال: وهو الصدفي، وهو الأعرج.

وذكره أبو سعيد ابن يونس في كتاب الغرباء الذين قدموا مصر، وذكر أن جماعة من أهل مصر رووا عنه كما يأتي في ترجمته.

والحديث محفوظ من رواية كثير بن مرة عن أبي فاطمة، رواه عنه مكحول وسلبمان بن موسى وكيرهما، وقد أخرجه النسائي وابن ماجة من رواية كثير بن مرة.

وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: ذكر أبو سعيد ابن يونس في تأريخ المصريين أن كثيرًا الأعرج هو: ابن قليب بن موهب، وذكر أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي صاحب تاريخ الحمصيين أن كثير بن مرة الحضرمي صدفي أعرج، فعلى قول الحمصيين أن كثير بن مرة الحضرمي صدفي أعرج، فعلى قوله أنهما واحد، وابن لهيعة لم ينسب كثيرًا الأعرج، فيحتمل أن ابن يونس أخطأ في تسمية أبيه قليب بن موهب، والله أعلم".

قلت: تبع ابن يونس على قوله هذا: الدارقطني؛ حيث قال في المؤتلف (٤/ ١٨٥٧): "قُلَيب الأعرج: يروي عن أبي فاطمة وعقبة بن عامر، روى عنه الحارث بن يزيد، هو كثير بن قليب بن وهب الصدفي: تابعي، شهد فتح مصر".

وقال ابن ماكولا في الإكمال (٧/ ٥٥): "كثير بن قليب بن موهب الصدفي الأعرج، يروي عن أبي فاطمة وعقبة بن عامر، روى عنه الحارث بن يزيد تابعي شهد فتح مصر"، تبع ابن يونس والدارقطني، والقول كما قال صاحب تاريخ الحمصيين وابن عساكر والمزي، وعليه يدل تصرف ابن أبي حاتم وأبي نعيم في معرفة الصحابة؛ أن هذا الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>