للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٨٤٣]

/٢٢٨ ب/ محمد بن عابد بن محمد، أبو المكارم الكرمانُّي الصوفيُّ الزرنديُّ

أخبرني الصاحب الوزير أبا البركات المستوفي- رضي الله عنه- إجازة، قال: ورد إربل غير مرّة. ثم وردها في جمادي الآخرة سنة ست عشرة وستمائة، واجتمعت به في رجب. وكان الشيخ أبو نصر عمر بن محمد السُّهروردي، كتب له بخطّه إلى الفقير إلى الله تعالى أبي سعيد كوكبوري بن علي [بن] بكتكين يثني عليه بما حكايته.

"شهاب الدين الكرماني متفنن في العلوم، ويعرف المذهب والخلاف والحديث والتفسير والنحو واللغة. ومع ذلك هو ذو دين، وله النظم والنثر والترسل، ويصلح للتدريس والقضاء، وأن يبعث رسولًا. غير أنَّ بعض الناس تقبله بعض الطباع، وتأباه بعض الطباع فإن قبله الطبع بشيء من ذلك بقدر أن يقيم، وإلاّ فلينعم عليه بعوده إلى بلاده".

فأحببت الإجتماع به لهذه الأوصاف المنسوبة إليه، فوجدت ثناءه عليه، أكثر مما نسبه إليه. وناولني ورقة يمدح بها أبا سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين، وقرأتها تهنئة بشهر رجب المذكور. وأولها:

"حسبي الله كافيًا ومعينا"

[من الكامل]

/٢٢٩ أ/ رجبٌ أتى في حرمة وجمال ... متبخترًا في مشية المختال

باب المليك مظفَّر الدِّين الَّذي ... سبق الملوك بجوده الهطَّال

المحسن المطعام والمقدام من ... أضحى بسؤدده عديم مثال

وصلاته وصلاته وصلاته ... مع حسن أخلاق ويمن فعال

كالرَّمل او قطر السَّماء وعدِّها ... إيهون عدُّ قطاره ورمال

يختار شأو المكرمات ووصفه ... قد فات كلَّ مجوِّد قوَّال

ليبشِّر السُّلطان بعد قدومه ... ببقائه ألفًا من الأحوال

<<  <  ج: ص:  >  >>