للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تداف من السِّحر الحلال كأنَّها ... نجوم سما ما لهنَّ أفول

فللَّه أبياتٌ اتتنا بديهة ... وذاك على الفضل العزير دليل

بخطَّ كنوَّار الحدائق جاده ... من المزن وكاف السَّحاب هطول

سطور كوشي الرَّوض حسنًا أجادها ... بنانٌ بأرزاق العباد كفيل

لك الله مولى شدَّ أزري وساعدي ... وقام بنصري والرَّمان خذول

وقابلني إقباله عندما انثنى ... وأعرض عنِّي صاحبٌ وخليل

فلست أبالي بالخطوب وظلُّه ... علىَّ على مرِّ الزًّمان ظليل

فما خاب في الدُّنيا أمرؤٌ هو قصده ... ولا شملته ذلَّةٌ وخمول

/٢٢٧ أ/ فدام لإسداء المكارم ما شدا ... حمامٌ وهبَّت شمال وشمول

ونقلت من خطهّ، قوله بعد موته – رحمة الله تعالى- ما كتبه إلى الأمير الكبير العالم السعيد صلاح الدين أبي المظفر يوسف بن موسى بن يوسف بن أيوب- أدام الله سعادته- من حلب إلى الرُّها، يتشوقه ويستوحش له: [من الطويل]

تجنَّي فقلبي من تجنَّيه يخفق ... حبيبٌ غريب الحسن ألمى ممنطق

تبسَّم عن عذب الثَّنايا كأنَّها ... جمانٌ شذاها من شذا المسك أعبق

ووسنانه أمضى شبًا من سنانه ... وقامته من قامة الرُّمح أرشق

زها ورد خدَّيه باس عذاره ... فظلَّ به قلب الشَّقيق يشقَّق

عسى هجعهٌ يا طرف علًّ خياله ... يزور إذا نام الرَّقيب ويطرق

وكيف يزور الطَّيف لو ساعد الكرى ... من دونه بحرٌ من الدَّمع معرق

ترى يرعوي عن هجره ويعود لي ... زمانٌ مضى لي منه بالوصل مونق

ليالي لا ألوي على عذل عاذل ... بسمعي وغصن العيش ريَّان مورق

/٢٢٧ ب/ وكأس الهوى صرفًا تدار وبيننًا ... حديثٌ كوشي [الروض] حسنًا منمَّق

فلا عذر لي إن لم يروَّض بأدمعي ... من الحزن حزنٌ بالعقيق وأبرق

وحتَّى متى أبلى أسى ببعاده ... أمالي مجيزٌ مجيزٌ في هواه ومشفق

بلى إنَّ لي في ظلَّ يوسف ملجأ ... يشرِّد عنِّي الخطب والخطب محنق

فتًى فات كلَّ العالمين إلى العلا ... بعزم يباري البرق سعيًا فيسبق

فمن حاتمٌ في جوده وأبن مامة ... ومن عامرٌ في بأسه والمحرق

<<  <  ج: ص:  >  >>