يغار ضياء البدر من حسن وجهه ... ويخجل عطف الحسن من لين قدّه
ألمّ بنا وهنا بوهن خياله ... وقد ضلّ ساري الليل عن وجه قصده
عجبت له كيف اهتدى وتشابهت ... رباوة أعلى كلّ واد بوهده
فقلت له أهلًا وسهلًا بزائر ... سرى يخبط الظلماء منجز وعده
وبتّ أقضّي الليل والناس نوّم ... بشكوي تجنّيه وتعديد صدّه
إلى أن بدا ضوء الصباح كأنّه ... تبلّج مولانا لطالب رفضه
تضيء لراجيه طلاقة وجهه ... إضاءة بدر التمّ ليلة سعده
وينبيك عن معروفه حسن بشره ... دليل مضاء السيف حسن فرنده
ومن غزلها أيضًا يقول:
ولم أنسه لما وقفنا وأحدقت ... عيون أعادينا بنا يوم بعده
وإيماضه نحوي بتمريض ناظر ... تبينت من جفنيه صحّة ودّه
وأهون شيء ما جنته يد النوى ... إذا ضمن الميثاق لي حفظ عهده
وإن كنت لا أدري أرقّة خصره ... أشدّ إنبتاتًا أم وثيقة عقده
وأنشدني أيضًا من أخري له: ] من البسيط [
أزوركم فتكاد الأرض تقبض بي ... ضيقا وأرجع من فوري فتّتسع
خدعتموني بما أبديتموه من ال ... حسنى وأكبر أسباب الهوى الخدع
حتي إذا علقت كفّي بكم ثقة ... أسلمتموني فلا صبر ولا جزع
يغرّني جلدي الواهي فأتبعه ... غبًا وينصح لي شوقي فأمتنع
ليت الهوى كان لا قطعًا ولا صلة ... قلم يكن فيه يأس ولا طمع
وأنشدني أيضًا قوله، وأبدع في المعني: ] من الكامل [
لا تفتتنك سمرة خدّاعة ... ما الحسن إلّا للبياض وجنسه
فالرمح يقتل بعضه من غيره ... والسيف يقتل كلّه من نفسه