للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأغض طرفي أن أرى أحدًا به ... حتي أراكم ملء ناظره غدا

وأنشدني أيضًا له: ] من البسيط [

يا ظالمًا خانني لمّا وفبت له ... سلوت عنك وقلبي بعد مرتاح

إنّ الذي قادك طوعا إليه هوى ... محاه بعدك إمساه وإصباح

رآك فارتاح وكان مشتاقًا إليك وكان ... سلا والشوق يعرض للسّالي فيرتاح

هل عائد وأحاديث المني خدع ... لذّات لهو قضيناها وأفراح

أيام نرتع في روض الصّبا مرحًا ... تجلي علينا أباريق وأقداح

يسعي بها خنث الأعطاف مقتبل ... حلو الكلام خفبف الروح مزّاح

كم ليلة بتّ أسقي فضل خمرته ... بثغره وهو للظّلماء فضّاح

وقمت والسكر يطويني وينشرني ... وإنّما أسكرتني الكأس لا الرّاح

وأنشدني لنفسه: ] من الطويل [

وكيف احتيالي في اللقاء ودونه ال ... قواضب تنضى والأسنّة تشرع

وغيران مهما أومض البرق ظنّه ... تكسر جفن بالمواعيد يطمع

عجبت لهم يخفون بالليل سيرهم ... وفي كلّ أفق منهم الشمس تطلع

ويستكتمون الريح نشر نسيمهم ... ومن طيبهم أنفاسها تتضوّع

وأنشدني له أيضًا من قصيدة أولها: ] من الطويل [

وفي لي دمعي يوم بانوا بوعده ... فأجريته حتي غرقت بمدّه

ولو لم يخالطه دم غال لونه ... لما مال قصد ساقس العيس ورده

أأحبابنا هل ذلك العهد راجع ... بمقتبل غضّ الصّبا مستجدّه

زمان قضيناه انتهابًا وكلنا ... يجرّ إلى اللذات فاضل برده

أحبّ نسيم الرّوض أنتم حلوله ... إذا فاوحت رايّاكم نشر رنده

وألصق أحشائي بحر ترابه ... وإن تلفت روحي غراما ببرده

وإنّ علي الماء الذي تردونه ... غزالًا كجلد الماء رقّة جلده

<<  <  ج: ص:  >  >>