فألوى بمن أفنيت عنقاء مغربٌ ... وخامر من أبقيت مسٌ وأولق
وأبت وثغر الدِّين جذلان ضاحكٌ ... أنيقٌ وطرف الشرك خزيان مطرق
وطوَّقت أعناق البريَّة منَّة ... ينافسهم فيها الحمام المطوَّق
فذا الجود والبأس اللَّذان انتحاهما ... سجيس اللَّيالي حاتمٌ والمحرٍِّق
/١٤٧ ب/ فلولا القرى في الدَّار مبِّين لا ستوى ... جريرٌ على علاَّته والفرزدق
وفي يوم بغراس غرست صنائعًا ... يحيِّيك منها نورها وهو مونق
ومن معقل البرزين أبرزت عنوة ... غطاريف شوسًا لم .... الرتقٌ
وقدَّست أرض القدس من كل مارق ... ... في دوحة الشِّرك معرق
ولاءمت بالبيت العتيق انصداعه ... وما كاد لولا صدق عزمك يعتق
ويوم بعثت البأس منك لكوكب ... خبا كوكبٌ من عزِّة متألِّق
وحدَّثت الآمال أهليه أنَّه ... سيعصمهم منه ملاذٌ مرفَّق
وما علموا أنَّ سوف تشعره الرَّدى ... ولو أنَّه بالشِّعريين معلَّق
وإن ترم سورًا سورةٌ منك تردها ... ولم يحمها سورٌ مشيدٌ وخندق
فدونكها إنَّ القضاء مساعفٌ ... وعزمك ماض والإله موفِّق
يصلِّي على أفعالك الله دائمًا ... ويثنى عليهنَّ الكتاب المصدِّق
امولي البرايا ها مساعيك غضَّةٌ ... وها مدحي فيها تروق وتونق
وها أنت مفقود القرين وها أنا ... لعضب لساني فيك حدٌّ مذلَّق
وما اعتمت فيك الحمد إلاَّ رأيتني ... بفكري في روض العلا أتأنَّق
يجوب موامي النُّطق طول ترنُّمي ... وأفتق أبكار المعاني وأرتق
/١٤٨ أ/ ولمَّا التقى شعري وجودك ألفَّا ... لنفسي رجاءً شعبة متفرِّق
وأصبحت لا صوتي لديك مخفَّضٌ ... ذليلٌ ولا سمعي بناديك أفوق
فما شاء فليبخل ومن شاء فليجد ... كفاني كفاني سيبك المتدفِّق
فكم من حسود ودَّ أنَّ مطالبي ... تكدَّ من جدواك ثمَّ ترنَّق
أتيتك لمَّا غالني الدَّهر واعتدى ... أديمي بظفر النَّائبات يمزَّق