للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدلت فلم تترك عن الحقِّ عادلاً ... وجدت فلم يوجد على الأرضمملق

وأسهرت طرفًا في رضا الله لم يكن ... يؤرِّقه في اللَّهو طيفٌ مؤرِّق

وقوَّمت زيغ الدَّهر والدَّهر أصعرٌ ... وحسَّنت منه خلقة وهو أخرق

ولو رنِّقت عينام عن مورد الهدى ... طروقًا لأمسى وهو طرقٌ مرنَّق

كتيبتك الَّهباء باليمن سيرها ... ورايتك الَّفراء بالنَّصر تخفق

إذا سارتا سار القضاء مبادرًا ... يؤمُّهما من كل أوب ويحدق

وربَّ مقام قد رفعت لأهله ... سماء لها بالموت وبل وريِّيق

تكشَّف عن طود بحللمك راسخ ... وأسفر عن بدر بوجهك يشرق

لدى موطن يضحى الأكس كأنَّه ... بأرجائه من شدَّة الرَّوع أروق

إذا بستم فيه الَّوارم كلَّحت ... لها أوجهٌ كانت من البشر تشرق

فإن أظلمت آفاقه ضحكت به ... لهنَّ ثغورٌ فانثنى وهو أبلق

وإن برقت فيه الأسَّنة أصبحت ... عيون الرَّدى والحتف منهنَّ تبرق

تحوك حوامي الجرد فيه وشائعًا ... من النَّقع ... تارة وتسرق

تخال بها شمس الظهيرة مقلة ... بها حول في طرفها حين ترمق

/١٤٧ أ/ تجشَّمته والموت فيه مدلَّةٌ ... وقاب المنايا خيفة فيه تخفق

ولم ترع للنَّفس الكريمة ذمَّةٌ ... كأنَّك منها طالب الثَّأر محنق

بفيلق عزم لا يفل عديده ... يؤازره من نصر ذي العشر فيلق

وكل كميٍّ يستحرُّ به الوغى ... يشيَّعه قلبٌ إلى الموت شيِّق

يهون عليه الخطب والخطب مفظعٌ ... ويوري زناد والحرب والحرب مغدق

بكلِّ صقيل ثغره متبسمٌ ... وكلِّ قطوب بشره مترقرق

وفي تلِّ حطِّين حططت على العدا ... من الذُّل ... آيس يفرق

رميت بألحاظ الجياد جيادهم ... فضاف بهم رحب الفضاء ....

وعاطيتهم كأسًا من الموت مرَّة ... "إذا ذاقها من ذاقها يتمطَّق"

وغادرتهم صرغى أسالت طلاهمٌ ... حدود المواضي لا الرَّحيق المعتَّق

مآدب تضحى الضَّاريات تؤمُّهم ... كتائب منها دالفٌ ومحلِّق

<<  <  ج: ص:  >  >>