ولم يك إلَّا خيفةٌ من فراقه ... فإنَّ اللَّيالي جمَّة الحدثان
وقال وقد حضر مجلس الملك المعظم شرف الدين عيسى بن صاحب دمشق؛ وغنّى المغني:
أصل تلافي من تلافيكم
وأشار الملك المعظم إلى أبي الحسن أن يعمل/ ٢٦١ أ/ على وزنه ورويّه؛ فقال ارتجالاً: [من السريع]
أصل بلائي من تنائيكم ... وكلُّ وجدي من تجافيكم
فعلِّموني كيف أسلو الهوى ... أم كيف أدري إذا أداريكم
ضاع فؤادي بين أظعانكم ... لمَّا حدا للعيس حاديكم
وعدت لا أعرف طعم الكرى ... للنَّاس أدعى وأراعكيم
يا سادتي عودوا على مدنف ... في طول ذا اللَّيل يناديكم
هجرتموه بعد وصل فكان العرس منكم والعزا فيكم
ولم يكن هجركم هكذا ... إلَّا بأقوال أدانيكم
فالآن قد عدت بكم منشداً ... أصل تلافي في تلافيكم
وأينما كنتم فلي عندكم ... قلبٌ طريحٌ بين أيديكم
فعذبوه وأنعموه فقد ... أصبح يهواكم ويأويكم
[٤٤٤]
عليُّ بن محمدَّ بن محمود بن .......... ، أبو الحسن الكوفيُّ المخزوميُّ.
ويعرف بالكوفة بابن حبانة، المقيم برأس عين صاحب الديوان؛ بها خدم الملك/ ٢٦١ ب/ الأشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر.
وهو شاعر ذو أخلاق دمثة، وغريزة في النظم منبعثة، لذيذ المحاضرة، طيب المعاشرة؛ وقدم ماردين رسولاً، فأخذه وحبسه، فبقى بالحبس مدّة، وتوفي معتقلاً في أواخر تسع وثلاثين وستمائة.