للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره وقد أضافه أبو الحسن علي بن عدلان الموصلي النحوي، وأوقد بين يديه شمعة فداعبه علي بن محمد بن محمود، فأطفأها علي بن عدلان، ثم أشعلها علي بن محمد من غير حضوره؛ فلما رآها ابن عدلان قال على طريق الانبساط لعليّ بن محمد ولأبي بكر بن أبي النجم الجزري الشاعر: ما تستاهلان أن يوقد عليكما إلا مشعل فارتجل علي بن محمد، وأنشد بديهة: [من البسيط]

داعبت وهنا فتى عدلان معتمداً ... إيقاد شمعته لمّا دجا الغسق

فاصفرَّ ثمَّ انثنى بالغيظ مشتعلاً ... وأقبل الدَّمع من عينيه يستبق

نحلته شمعة أخرى فأقسم لو ... لم أبلِّغها كدت بالأنفاس احترق

وله وقد وصل إلى الملك الرحيم بدر الدين عضد الإسلام أبي الفضائل/ ٢٦٢ أ/ غرس أمير المؤمنين- خلد الله ملكه- خلعةٌ صفراء من السلطان الملك الأشرف وذكر إنها كانت قبل ذلك على السلطان الملك الكامل ناصر الدين أبي المعالي محمد، وذلك عقيب فتح دمياط، واتفق بالقرب من ذلك وفاة الملك الصالح أبي الفتح محمود ابن محمد- صاحب آمد- فقد بديهة: [من الطويل]

أطاعك ما تحت المجرَّة صاغراً ... ودانت لك الدُّنيا وهانت صعابها

ووافتك أثواب الجهاد غبارها ... شفاءٌ وذخرٌ في المعاد ثوابها

حياً أشرفياً كاملياً وفت به ... مودَّات صدق لا يخاف انقضابها

كست أوجه الحسَّاد صفرة لونها ... وأبعدهم بالسُّحق عنك اقترابها

لوى فتح دمياط الأعادي فبعضها ... قضى نحبه والبعض ذلَّت رقابها

وله من أبيات يهجو بها ابن صباح الشاعر: [من البسيط]

والأخرق ابن صباح إن تعرَّض لي ... فإنَّما قاتلاه العي والحمق

مثل الفراشة تلقيها جهالتها ... إلى السِّراج لتطفيه فتحترق

وأنشدني أبو محمد عبد الرازق/ ٢٦٢ ب/ ابن رزق الله الرسعنيّ المحدث؛ قال: أنشدني أبو الحسن الكوفي لنفسه، في إنسان كان له يقطينة مزوّقة فسرقت منه، وكان يلقب بالرضيّ: [من الخفيف]

صفعت قَّرعة الرَّضيِّ فأضحى ... ذا غرامٍ لفقدها وحنين

<<  <  ج: ص:  >  >>