أملكت رقَّي أم عليك ضماني ... دع شأن من سلب الرُّقاد وشاني
أو ما علمت بأنَّني لعواذلي ... في حبَّه إذ عنَّفوني شاني
/ ٢٦٠ أ/ أنا في بحار دلاله وملاله ... ظهرت عليَّ من الغرام شواني
ولقد رجوت بأن يبرَّد وصله ... ناراً بقلبي من جوى فشواني
رشا تلفَّت عن وصالي معرضاً ... تيهاً وعاد على تلافي جاني
شيئان فيه تجمَّعا وتباينا ... جسدٌ كماء ضمَّ معدن جان
قسماً بماء فتور مقلته الَّتي ... سلبت لذيذ الغمض منذ جفاني
ويعين عقرب صدغه وعذاره ... إذ خطَّ لا ما فوق أحمر قان
وبخال خدٍّ خدَّ قلبي حسنه ... وبثاء ثغرٍ أشنب كجمان
ويجيد جيد وجدانه هو جيده ... لا جيد عفر جواري الغزلان
لم أحذف السُّلوان كنه خواطري ... ولئن ختتت لقيت جور زماني
وأنشدني؛ قال: أنشدني أبو الحسن لنفسه: [من الطويل]
خليليَّ ما شان الوشاة وشاني ... وقد أقرحت سحب المدامع شاني
ألم ترياني من ضنيً وصبابة ... إذا رمتما مرآي لم ترياني
خذا بدمي ريماً بسهمي لواحظ ... رنت عن قسيٍّ الحاجبين رماني
له قامة كالرمح في يد نابلٌ ... لها طرفه الوسنان حدُّ سنان
علا نار خدَّيه دخان عذاره ... ولست ترى ناراً بغير دخَّان
/ ٢٦٠ ب/ لقد فتكت في النَّاس شامة خده ... بكلِّ شامي وكلِّ يماني
جفا إذ جفا جفنيَّ نومي وقلبي الهدوُّ وصبري كالسُّلوِّ عصاني
ومعتدل جار على الجور كلَّما ... تثنَّى ورمت الصَّبر عنه ثناني
ومنها قوله:
فللَّه وصلٌ لذَّ طيباً كأنَّه ... خيالٌ سرى أو خاطرات أماني
وليلة وصل بات مظلمها ضحى ... بقرب حبيب بالوصال حباني
ضممت وقد عانقته الغصن يانعاً ... وقبَّلت ورد الآس ورد جنان
وبتنا على رغم الحسود يضمُّنا ... عفافٌ وشوقٌ ليس يفترقان
أقبِّل منه الثَّغر أبيض ناصعاً ... وأجري على خدَّيَّ أحمر قاني