فجد لي يا من عطاياه لا ... يقوم بأيسرها حاسب
يفرُّ ويقبل ... الزَّمهرير ... فإنِّي إلى مثله راغب
وإلاَّ أحلني على من له ... عليَّ يدٌ شكرها واجب
. فتاك ونعم الفتى ... الكريم لشكر الورى كاسب
به الدَّولة اكتسبت رونقاً ... وعاد به نورها الغائب
وعمَّ بإحسانه فالقلوب ... له نحو طاعته جاذب
لقد شمت منه الحسام الَّذي ... شباه لهام العدا ضارب
وقدَّمت منه فتّى كاملاً ... سجاياه ليس لها عائب
حجاه يبذُّ عقول الكهول ... ويسبقها فمه الثَّاقب
وكنت على الرَّأي فيما دخلت ... فيا حبَّذا رأيك الصَّائب
حباني بدهماء تسمو الجياد ... إذا ما امتطى ظهرها الرَّاكب
وأخجلني فرط إحسانه ... فشكري له أبداً راتب
ولكنَّه في فعال الجميل ... على نهج مالكه ذاهب
/ ٢٥٧ ب/ فإن جدتما لي سريعاً بها ... وإلاَّ فقد هلك الكاتب
فبينكما لا يخيب الرَّجاء ... ولا يحرم الأمل الرَّاغب
فلازلتماه ما أهلَّ الهلال ... وما فاه في مجمع خاطب
وأنشدني أبو إسحق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد الموصلي؛ قال: أنشدني عمي لنفسه هذه الأبيات، قالها ارتجالاً في داره التي بناها متجددةً، وأمر أن تكتب فيها: [من البسيط]
يا دار قابلك الإقبال متَّصلاً ... بالسَّعد واليمن والتَّأييد والظفر
وواجهتك وجوه العزِّ مسفرةً ... في نعمة وسرور مونق الزَّهر
ولا عدا الخير مغناك الأنيس ولا ... زالت ربوعك في أمن من الغير
ودام ريعك معموراً بساكنه ... في ظلِّ عيش رغيد ناعم نضر
ما غرَّدت في ذرى الأغصان ساجعةٌ ... وما استمرَّ طلوع الشِّمس والقمر
ومن كلامه المنثور، فأنني رأيت منه رسالتين، ولم يدون له شيء لقلّة اهتمامه، فالتقطت شيئاً يسيراً.