للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقيت من رمضان بالموصل سنة ثلاث وعشرين وستمائة.

ومن شعره في أتابك نور الدين أرسلان شاه بن مسعود، وكان على ناحية كفر زمار من أعمال الموصل، سنة وفاة سنجر شاه غازي بن مودود- صاحب الجزيرة- وهي سنة خمس وستمائة، وكان السفير في إيصالها الملك الرحيم بدر الدين أبو الفضائل- أنفذ الله أمره- وهو مشدود إليه في الفترة، وقد اتفق في تلك السنة برد شديد، وهي منقولة من خط يده: [من المتقارب]

أيا ملك الأرض يا ذا النَّوال ... ومن صوب راحته صائب

ومن ظلُّه للورى شاملٌ ... ومن عزمه في الوغى ثاقب

ومن جوده أبداً سائرٌ ... ومن جدهُّ للعلا غالب

/ ٢٥٦ ب/ ومن بابه كعبةٌ للعفاة ... يطوف بأركانها الرَّاغب

ومن هو في كلِّ أوقاته ... وهوبٌ إذا منع الواهب

ومن لا يرى في جميع الأنام ... من فضله أبداً خائب

ومن هو رماح للمكرمات ... ويهتزُّ إن أمَّه طالب

ومن يكشف الضُّرَّ من مشتكيه ... إذا حزب المشتكي حازب

جوادٌ إذا ما الأكف انقبض ... واخلف نواء النَّدى السَّاكب

وبحرٌ على كرَّة الواردين ... لهم ليس ينقصه شارب

أمولاي أشكو أشكة إليك الزَّمان ... فقد مسَّني برده النَّاصب

رماني من قرِّه قارسٌ ... ومن ريح بلَّته حاصب

وجاء بثلج غدا مفرق الثَّرى ... وهو من لونه شائب

أظلُّ نهاري ذا رعدة ... كمن مسَّه نافضٌ صالب

فحسِّي بجامده جامدٌ ... وجسمي لذائبه ذائب

ودجله يجري هواها الشَّريف ... إلىَّ فلوني له شاحب

وشمس النَّهار لنسج الضريب ... لم يبد من وجهها حاجب

ولم أك ذا سفر في الشِّتاء ... ولكن أتى أمرك الواجب

/ ٢٥٧ أ/ ولمَّا عجزت احتمالاً لما ... أعانيه وانقطع الغارب

لجأت إلى من يجيب النِّداء ... إذا ما استغاث به الصَّاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>