يهوى الهوى والتَّصابي دينه وله ... إلى الحسَّان على الحالين إحسان
كأنَّما عجنت بالمسك طينته ... فما يعنُّ له ما عاش سلوان
يظنُّ من حسن ظنٍّ في تورُّده ... أنَّ الضَّلال جفاً والكفر هجران
/ ٢٥٥ ب/ حتَّى رمى الدَّهر شملاً كان يألفه ... بالبين والبين للعشَّاق نيران
فبات يجرع من كأس النَّوى غصصاً ... كأنًّما لذعها في القلب خرصان
والدهر يخصمه من كلِّ ناحية ... وكلُّ إخوانه جاف وخوَّان
جرح الزَّمان له في كلِّ جارحةً ... كأنَّه لسيوف الضَّيم أجفان
وشرُّ ما فعل الدَّهر الخؤون به ... خموله وغياث الدِّين سلطان
[٤٤٢]
عليُّ بن أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد زين الدين، أبو الحسن الكاتب الموصليُّ الشيبانيُّ.
كتب الإنشاء بالموصل لأتابك نور الدين أبي الحارث أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي- (رضي الله عنه) - وبعده لولده الملك القاهر عزّ الدين مسعود- رحمه الله تعالى-.
قرأ العربية والأدب على الشيخ أبي الحرم مكي بن ريان الماكسي، وسمع الحديث على الخطيب أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي.
وكان حافظاً لكتاب الله تعالى، ولم يكن في وقته مثله في البلاغة والكتابة وسرعة الترسل/ ٢٥٦ أ/ وحسن الخط.
وكان عاقلاً رزيناً وجيهاً مقبولاً، وكان ينشئ الكتاب من خاطره بديهة، من غير أن يخلد فيه إلى التروّي والانفراد، غير محتفل بكلامه، ويكره أن يذاع عنه شيء من إنشائه لقلة اهتمامه به.
كانت ولادته بعيد الستين والخمسمائة، ومات يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة