للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= إن الله تعالى خلق للشمس مشارق ومغارب بعدد ايام السنة تطلع كل يوم من واحد منها وتغرب فى واحد. كذا قال ابن عبد البر (وقيل) المراد بالمشارق كل موضع اشرقت عليه الشمس. وبالمغارب كل موضع غربت عليه الشمس. فكأن المعنى: رب جميع ما اشرقت عليه الشمس وغربت. وأما قوله فى سورة الرحمن " رب المشرقين والمغربين" فالمراد بالمشرقين أقصى مطلع تطلع منه الشمس فى ايام الصيف وأقصر يوم فى الشتاء وكذا فى المغربين: وأما ذكر المشرق والمغرب بالإفراد فالمراد به الجهة التى تشرق منها الشمس والجهة التى تغرب فيها (والمراد) المتمرد العاصى. (لا سمعون) بشد السين والميم والأصل يتسمعون فإدغمت التاء فى السين. وقرأ الجمهور يسمعون بسكون السين وتخفيف الميم وفى معناها قوله تعالى " إنهم عن السمع لمعزولون " (والدحور) الطرد ودحورا مفعول لاجله (وقيل) إنه حال أى مدحورين. وقيل إنه جمع داحر كقاعد وقيل مفعولا مطلق لمقدر أى يدحرون دحورا (وواصب) اى دائم يصل الى القلب (والخطف) الاختلاس واخذ الشئ بسرعة (وشهاب ثاقب) أى نجم مضئ محرق.

والمعنى: أن الله تعالى أقسم بالملائكة يصفون فى السماء كصفوف المؤمنين فى الصلاة بالملائكة تزجر السحاب وتسوقه. وبالملائكة يتلون كتاب الله تعالى. اقسم بما ذكر " أنه اله واحد وذلك أن كفار مكة قالوا: أجعل الآلهة الها واحدا؟ فاقسم الله بهوؤلاء " أنه لا اله إلا هو رب السموات والأرض وما بينهما " من المخلوقات ورب المشارق أى مطالع الشمس وأنه الملك المتصرف فى الخلق بتسخيره بما فيه من كواكب ثوابت وسيارة تبدو من المشرق وتغرب من المغرب. واكتفى بذكر المشارق عن المغارب لدلالتها عليها. ثم أخبر أنه زين السماء الدنيا للناظرين إليها بزينة هى الكواكب فإن ضوءها يثقب جرم السماء الشفاف فتضئ لأهل الأرض كما قال تعالى " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح " وقال: " ولقد جعلنا فى السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم " (فقوله) هنا وحفظا أى وحفظناها حفظا من كل شيطان ما رداى متمرد عات إذا اراد أن يسترق السمع أتاه شهاب ثاقب فأحرقه، ولذا قال: لا يسمعون الى الملأ الأعلى. أى لئلا يصلوا إلى الملآ الأعلى وهى السموات ومن فيها (ويقذفون من كل جانب) أى يرمون من كل جهة يقصدون السماء منها ويطردون طردا فلا يصلون =