للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(أما ما فيه) أمر بمعروف ونهى عن منكر وبيان لأحكام الدين وترغيب فى العمل بها ومدح من يستحق المدح وذم من يستحق الذم، وحث على الزهد والمكارم (فإنشاده) فى المسجد جائز حسن " لقول " سعبد بن المسيب: مرّ عمر بن الخطاب فى المسجد وحسانُ فيه ينشد فلحَظ إليه فقال: كنتُ أنشده فيه وفيه من هو خير منك، ثم التفتَ إلى أبى هريرة فقال: أنشُدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أجب عنى اللهم أيده برُوح القدس قال نعم. أخرجه أحمد والشيخان (١). {٣٨٦}

(وعن) ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: الشعر بمنزلة الكلام فحسنَه كحسَن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام. أخرجه البخارى فى الأدب والطبرانى فى الأوسط بسند حسن (٢). {٣٨٧}

(ولذا) قال ابن العربى: لا بأس بإنشاد الشعر فى المسجد إذا كان فى مدح الدين وإقامة الشرع (٣) (وقال) النووى: لا أس بإنشاد الشعر فى المسجد إذا كان مدحاً للنبوَّة أو الإسلام أو كان حكمة أو فى مكارم الأخلاق أو الزهد ونحو ذلك من أنواع الخير. وأما ما فيه شئ مذموم كهَجْوِ مسلم أو صفة الخمر أو ذكر النساء أو المُرْد أو مدح ظالم أو افتخار منهى عنه أو غير ذلك فحرام (٤) (وعلى هذا) تحمل أحاديث النهى كحديث عمرو بن شعيب


(١) ص ٧٣ ج ٣ - الفتح الربانى. وص ١٩٤ ج ٦ فتح البارى (ذكر الملائكة - بدء الخلق) وص ٤٥ ج ٦ نووى مسلم (فضائل حسان بن ثابت .. ) (فلحظ)، أى نظر إليه نظرة إنكار. وفى رواية فقال: فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تشد الشعر؟ و (أنشدك) بفتح الهمزة وضم الشين، أى أسالك بالله. و (أيده الخ) أى قوةّ بجبريل. فالمراد (بروح القدس) بضمتين جبريل، ففى حديث البراء عن البخارى: وجبريل معك. والقدس الطهر وقبل البركة. والمراد بالإجابة الرد على الكفار الذين هجوا البنى صلى الله عليه وسلم.
(٢) انظر رقم ٤٩٣٩ ص ١٧٥ ج ٤ فيض القدير.
(٣) ص ١٦٨ ج ٢ نيل الأوطار (جامع ما تصان عنه المساجد .. ).
(٤) ص ١٧٧ ج ٢ شرح المهذب (المسألة ١٦ - المساجد .. ) و (المراد) بضم فسكون جمع أمرد.