والفاء في قوله:{فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} جواب شرط مقدّر، كأنه قيل بعد إنكار كل ولي سواه: إن أرادوا وليًا بحق، فالله هو الولي بالحق، لا ولي سواه، {وَهُوَ يُحْيِ} أي: ومن شأن هذا الولي أنه يحيى {الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فهو الحقيق بأن يتخذ وليًا دون من لا يقدر على شيء.
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ} حكاية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين، أي: ما خالفكم فيه الكفار من أهل الكتاب والمشركين، فاختلفتم أنتم وهم فيه من أمر من أمور الدين: فحكم ذلك المختلف فيه مفوّض إلى الله،
قوله:(والفاء في قوله: {فَاللَّهُ هُوَ الوَلِيُّ} جواب شرط مقدر): قلت: قضية الإضراب عن الكلام السابق -كما مر- تقتضي التعقيب، فيدخل مدخولها في حيز الإنكار، كأنه قيل: بل اتخذوا من دون الله أولياء، عقيب العلم بأن ليس الولي إلا الله، بدليل تعريف الخبر بالجنس الحقيقي، وتوسيط ضمير الفصل المؤذن بالتخصيص، وعطف {وهُوَ يُحْيِي المَوْتَى} عليه، وعليه النظم الفائق كما مر.
قوله:(ومن شأن هذا الولي الذي يحيي): إشارة إلى معنى الاستمرار في {يُحْيِي}، على نحو: فلان يقري الضيف ويحمي الحريم، أي: من شأنه الضيافة والحماية.
قوله:(فهو الحقيق بأن يتخذ وليا دون من لا يقدر على شيء): أتى بالفاء ليؤذن بالترتيب، يعني: كما رتب على إنكار الاتخاذ قوله: {فَاللَّهُ هُوَ الوَلِيُّ} بالفاء، رتب إثبات اختصاص الولاية بالله على الوصف المناسب، وهو القدرة الكاملة بإحياء الموتى، والشاملة بأنه على كل شيء قدير، تعريضًا بأن أولياءهم ليسوا من معنى الولاية في شيء.