والآخر لجواب أهل الزاوية الكبرى مع الزراهنة، مع تقييد في ذلك خاص لعلماء فاس إلى آخره فأما تقييد العلماء فوصل، وبإقبال نظرنا السديد اتصل، وقد أدوا فيه الواجب تذكيرا ونصحا، وصدعوا من الحق بما شيدوا به في منهج الهداية صرحا.
وأما الرسمان فطولع بهما علمنا الشريف كذلك. واستوعب النظر فيهما بطرق الاستقراء ما هنالك. فأعربا عن مضمن المشهود عليهم بوجه يستوفيه ومزر حكم اهتمامهم بنتيجة الاستشارة فأما أهل ... فقد أحسنوا في إشارتهم بأن يكون وسق ما أشير له من المراسى فقط، دون المدن والبوادى مع عدم التمكين من ... . لأحد وأدوا بذلك واجب النصيحة، عن عزائم صحيحة، ولا غرابة في ذلك، إذ ليس من رأى كمن سمع، فجزاهم الله خيرا، وكذلك المرابطون والتجار مع من خص إحضاره من أهل الحومات الذين نَحَوْا نحو أهل ... مع استظهار المرابطين نصب وكيل بالمراسى، وعدم الضرب على يده وزيادة التجار عدم التمكين من الحيوان مطلقا، واستدراك البعض منهم تحديد ما يوسق من الحب بمقدار لا يجاوز حده، وتنبيه الحاج أحمد المراكشى على تقييد التسوق في أشهر العام، بحيث يكون غير مجحف بالرعية فجزى الله الجميع خيرا. وعاملهم بمقتضى نياتهم سرا وجهرا.
وأما الشرفاء العلويون ومن بعدهم من أهل النسبة مع المقدم الرامى ومن تلاهم من الأمين المقرى، والحاج أحمد الرايس وأرباب البصر ومن نحا نحوهم في رد الأمن إلينا فيما أبدينا استظهاره والموافقة والاقتصار عليه من نتيجة استشاره، فقد أدوا في ذلك من الواجب بعضه. حيث لم يشيروا بمقتضى سبر الأمر مع مسهم نبضه.
وأما أهل زرهون. فمن قبيل هؤلاء غير أنهم معذورون. إذ لم يبلغوا مبلغهم في الذكاء. والحدق والدهاء.