رمضان بلا إضافة شهر إليه خلافًا لمن يقول لا يقال رمضان بل يقال شهر رمضان متمسكًا في ذلك بحديث لا يصح، وهو أنه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى" أخرجه ابن عدي في الكامل من حديث أبي معشر ولا يحتج به، ولو سلمنا صحته لكانت الأحاديث التي فيها ذكر رمضان من غير شهر هي الأولى بالصحة، لأنها أصح وأشهر ولأن مثبته منكر إذ لم يوجد في شيء من أسماء الله تعالى رمضان، ولأن المعنى الذي اشتق منه رمضان محال على الله تعالى، وحُكي عن القاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني أنه قال: إنما يكره ذلك فيما يدخل في الكلام لبسًا مثل جاء رمضان ودخل رمضان، وأما صمنا رمضان فلا بأس به انتهى.
(قال) الرجل السائل (يا رسول الله ما) حقيقة (الإحسان) والإخلاص في العمل (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم مجيبًا له الإحسان (أن تعبد الله) أي أن تخلص عملك لله تعالى (كأنك تراه) وتشاهده، أي إن الإحسان عبادتك له مستحضرًا في عملك خشوعًا وخضوعًا مثل خضوعك له حين تراه وتشاهده لو رأيته (فإنك) أيها العابد لربه (أن لا تراه) أي إن لم ترَ ربك حين تعبده (فإنه) سبحانه وتعالى (يراك) أي يرى ذاتك وعملك، ويعلم أنك أخلصت فيه أم لا، والمعنى أخلص عملك له إخلاصًا كإخلاص من يراه ويشاهده ويقوم بين يديه ولا يلتفت إلى غيره.
(قال) الرجل (يا رسول الله متى) قيام (الساعة) وأي وقت مجيء القيامة، قال القرطبي: مقصود هذا السؤال امتناع السامعين من السؤال عنها إذ قد كانوا أكثروا السؤال عن تعيين وقتها كما قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ} وهو كثير في الكتاب والسنة فلما أجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يعلمها إلا الله يئس السائلون من معرفتها فانكفوا عن السؤال عنها، وهذا بخلاف الأسئلة الأُخر فإن مقصودها استخراج الأجوبة عنها ليستعملها السامعون ويعمل بها العاملون انتهى.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم مجيبًا له (ما المسؤول عنها) يريد نفسه