للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَكَيفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. فَأَعْطَيْتُهمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَا اسْتَجَارُوا. قَال: فَيَقُولُونَ: رَبِّ، فِيهِمْ فُلَانٌ. عَبْدُ خَطَّاءٌ. إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ"

ــ

(فكيف) استعاذتهم منها (لو رأوا ناري) بل كانوا أشد استعاذة منها لو رأوها (قالوا) أي قالت الملائكة: (ويستغفرونك) يا رب أيضًا أي يطلبون منك غفران ذنوبهم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيقول) الرب جل جلاله للملائكة: (قد غفرت لهم) ذنوبهم (فأعطيتهم ما سألوا) من الجنّة (وأجرتهم) أي أمنتهم (مما استجاروا) منه من النار قوله: (قال: وماذا يسألونني؟ ) زاد أبو صالح قبل ذلك في روايته عن أبي هريرة عند البخاري (قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، فيقول: فكيف لو رأوني؟ قال: قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدًا وأكثر لك تسبيحًا) قوله: (فكيف لو رأوا جنتي؟ ) وزاد أبو صالح بعده (قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصًا وأشد لها طلبًا وأعظم فيها رغبة) قوله: (فكيف لو رأوا ناري؟ ) زاد أبو صالح (قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارًا وأشد لها مخافة).

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيقولون) أي يقول الملائكة يا (رب فيهم) أي في أولئك القوم الذاكرين أي معهم (فلان) هو (عبد خطاء) بصيغة المبالغة أي عبد كثير الخطايا والذنوب (إنما مر) ذلك الفلان عليهم (ف) لما رآهم ذاكرين (جلس معهم) أي مع أولئك الذاكرين فليس من القوم الذاكرين، قال القرطبي: إنما استبعدت الملائكة أن يدخل هذا الخطاء مع أهل المجلس في المغفرة لأنه لم يكن عادته حضور مجالس الذكر وإنما كانت عادته ملازمة الخطايا فعرض له هذا المجلس فجلسه فدخل مع أهله فيما قُسم لهم من المغفرة والرحمة فيستفاد منه الترغيب العظيم في حضور مجالس الذكر ومجالسة العلماء والصالحين وملازمتهم اه من المفهم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيقول) الرب جل جلاله للملائكة: (وله) أي ولذلك العبد الخطاء الَّذي جلس معهم (غفرت) أيضًا وإنما غفر له لأن هؤلاء الذاكرين (هم القوم) السعداء عندي فـ (لا يشقى) ولا يخيب من مغفرتي ورحمتي (بهم) أي ببركتهم (جليسهم) أي من جلس معهم في مجالس ذكرهم، قال العيني: في الحديث أن الصحبة لها تأثير عظيم وأن جلساء السعداء سعداء، وفيه التحريض على صحبة أهل الخير والصلاح اه منه، قال القرطبي:

<<  <  ج: ص:  >  >>