"بين عينيه"، بحيث يقعُ نِصْفَ شعرِ ناصيتهِ من جانبِ يمينه، والآخرُ من جانب يساره.
* * *
٣٤٤٠ - عن عبدِ الله بن مُغَفَّل قال: نهىَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن التَّرجُّلِ إلا غِبًّا.
"عن عبد الله ابن مغفَّل قال: نهى رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن الترجُّل"؛ أي: التمشُّط.
"إلا غِبًّا"، وهو أن يَفْعلَ يوماً ويتركَ يوماً، والمرادُ هنا النهيُ عن دوام تسريحِ الشعر وتدهينه؛ لأنه مبالغة في التزيين والتَّنْعِيم إلا حيناً بعد حين.
* * *
٣٤٤١ - قال رجلٌ لفُضالةَ بن عُبَيْد: ما لي أراكَ شَعِثاً؟ قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ ينهانَا عن كثيرٍ مِن الإِرْفَاهِ، قال: ما لي لا أَرَى عليكَ حِذَاءً؟ قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُرنا أنْ نَحتَفِي أحياناً.
"قال رجلٌ لفُضالَة بن عُبيد: ما لي أراك شَعِثاً؟ "؛ أي: متفرّقَ الشعر.
"قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهانا عن كثيرٍ من الإِرْفاه"، بكسر الهمزة على المصدر معناه: الترجُّل والتَّدْهِين كلَّ يوم، مأخوذ مِن: رَفَهَتِ الإبل ترفُه رُفُوهاً ورَفَهاً وردتِ الماءَ كلَّ يومٍ متى شاءت، ومنه الرفاهية، وهي الخَفْضُ والدَّعَة، وفي معناه مظاهرةُ اللباس على اللباس، والطعامِ على الطعام، كعادة الأعاجم، فإنَّ كثرةَ التنعُّم تجعلُ النَّفْسَ متكبرةً غافلةً، ولأنَّ اعتيادَ ذلك قد