للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

أما والده فاسمه أسامة بن عمير، وكأن الذي أوقعه في ذلك قول النووي في الأذكار: روينا في كتاب ابن السني [رقم ١٠١] عن أبي المليح واسمه عامر بن أسامة عن أبيه. . . إلخ.

فلم يفرق بين هذا وبين قول المصنف: عن والد أبي المليح، فأعاد الضمير على الوالد تقليدا للنووي الذي أعاده على أبي المليح.

ثانيها: أن انتقاده تصحيح المصنف للحديث بقول الهيثمي [١٠/ ١٠٤]: فيه من لم أعرفه -من أعجب ما يقع له من التهور والتخبيط، كأن الهيثمي نبي يوحى إليه ما يقول فلا يَهِمُ ولا يحصل منه قصور أو تقصير، ولعمري ما الذي جعل الهيثمي حجة دون المؤلف، إن هذا لشيء عجاب؟!

ثالثها: أنه قال في الصغير: وفيه مجاهيل، وظهر من كلامه في الكبير أن مراده بالمجاهيل قول الحافظ الهيثمي: وفيه من لم أعرفه، وهذا غلط فاحش من جهتين: من جهة الفن ومن جهة العربية.

أما الفن: فمن يقول عنه حافظ لا سيما من المتأخرين: لا أعرفه، لا يقال فيه مجهول، بل يحكي لفظه كما قال، لأن المجهول هو الذي لم يعرف تمامًا ولم تذكر له ترجمة في كتاب أصلًا، وأما ما يقول عنه بعض المتأخرين كالهيثمي: لم أعرفه، فالغالب أنه لم يقف له على ترجمة فيما بين يديه من كتب الرجال، وقد لا يكون عنده منها إلا الميزان والثقات لابن حبان مثلًا، ويكون ذلك الراوي معروفا ومترجما في كتب أخرى كما يقع كثيرا للمتأخرين، فكيف يقال فيمن لا يعرفه الهيثمي: إنه مجهول؟!

وأما من جهة العربية: فإن الهيثمي قال: فيه من لم أعرفه، و"من" كما تقع على الواحد تقع على الجماعة، ألا أن الهيثمي عين المراد بإفراد الضمير وهو الذي لم يعرفه في السند راوٍ واحد، فلم يعبأ الشارح بهذا، بل زاد من عنده جماعة فقال: فيه مجاهيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>