ورواه حبان بن موسى - كما في (شرح ابن ماجه لمغلطاي ١/ ١٩٤) -: عن ابن المبارك.
كلاهما (رَبَاح، وابن المبارك): عن مَعْمَر، عن سماك بن الفضل، عن أبي رِشْدِين، عن سراقة بن مالك بن جعشم، به (١).
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة حال أبي رِشْدِين زياد الجندي، كما تقدم.
ومع هذا قال الهيثمي:"رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن"! (المجمع ١/ ٤٨٤).
وتبعه الألباني فقال:"وهذا إسناد حسن كما قال الهيثمي"! (الصحيحة ٢٧٤٩).
وهذا منهما اعتمادًا على توثيق ابن حبان لأبي رِشْدِين، وسبق بيان ما فيه.
ثم قال الألباني:"وظاهر سياق المتن - وإن كان موقوفًا - فهو في حكم المرفوع، لسببين اثنين: الأول: أَنَّ سراقة ذكره بعد أَنْ جاء من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم متحديًا لقول ذاك الرجل: (ما بقي لسراقة إِلَّا أَنْ يعلمكم كيف التغوط؟!). والآخر: أنه قد جاء مرفوعًا في أحاديث متفرقة"(الصحيحة ٦/ ٥٦٦).
* * *
(١) وفي (التاريخ الكبير ٣/ ٣٥٣) أَنَّ معتمرًا رواه كذلك عن سماك بن الفضل به موقوفًا، فيكون متابعًا لمعمر، ولكن الأظهر لدينا أنه خطأ، كما تقدمت الإشارة لذلك في الحديث السابق، والله أعلم.