للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والإدبار.

فتبين بهذا أن أبا عوانة حَمَل لفظ (بِشْر) على لفظ (عمرو).

وبنحو هذا يجاب عن رواية بشر عند الطحاوي في (المشكل ٢٧٤٠)، على أنه لم يَسُقْ متنه، وإنما أحال على ما قبله.

ومِن تتبع الإحالات وجدنا تفاوتًا كثيرًا، وغالبًا ما يعنون بها أصل الحديث.

وعلى كلٍّ، فلم ينفرد بشر بعدم ذكر الإقبال والإدبار في حديث الأوزاعي، فقد تابعه على ذلك ثقتان آخران:

فرواه النسائي في (الصغرى ٢٠٨) و (الكبرى ٢٦١) من طريق إسماعيل ابن سماعة.

ورواه ابن حبان (١٣٤٨) من طريق الوليد بن مسلم.

كلاهما من طريق الأوزاعي قال: حدثنا الزهري، عن عروة وعمرة، عن عائشة به بلفظ: ((إِنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، وَلَكِنْ هَذَا عِرْقٌ فَاغْتَسِلِي، ثُمَّ صَلِّي))، ولم يذكرا إقبالًا ولا إدبارًا.

فثبت بهذا وجود اختلاف على الأوزاعي في ذكر هذه العبارة.

ويبدو أن الأوزاعي لم يكن يضبط هذا الحديث.

وقد تكلم طائفة في حديثه عن الزهري: فرُوي عن ابن معين أنه قال: ((الأوزاعي فى الزهري ليس بذاك) وقال يعقوب بن شيبة: ((الأوزاعي ثقة ثبت، وفي روايته عن الزهري خاصة شيء) وقال الجوزجاني: ((فأما الأوزاعي فربما يهم عن الزهري)(شرح العلل ٢/ ٦٧٤، ٦٧٥، ٧٩٩)، و (تهذيب التهذيب ٦/ ٢٤١).