فالذي نراه عدم ثبوت المتابعة للأوزاعي، وبهذا يَسْلَم كلام أبي داود ومَن تابعه من التعقب. والله أعلم.
ثم إنه قد اختُلف على الأوزاعي في ذكر الإقبال والإدبار.
وإلى هذا أشار البيهقي بقوله:((وقد رواه بشر بن بكر (١) عن الأوزاعي، كما رواه الثقات من أصحاب الزهري في الأمر بالغسل والصلاة فقط)) (المعرفة ٢/ ١٥٤)، وأسنده في (السنن عقب رقم ١٥٧٧).
وقد اعتَرض على ذلك ابن التركماني فقال:((ذَكَر أبو عوانة في صحيحه حديث بشر هذا على موافقة ما رواه الأوزاعي أولًا، بخلاف ما ذكره البيهقي)) (الجوهر النقي ١/ ٣٢٧).
قلنا: حديث بشر عند أبي عوانة (٩٨١) مقرون بحديث عمرو بن أبي سلمة، فلا شك أن أبا عوانة حَمَل لفظ أحدهما على لفظ الآخر، فنظرنا إلى رواية كل منهما منفردة، فوجدنا أنه قد:
رواه المزني في (السنن المأثورة ١٣٦)، والبيهقي في (المعرفة ٢١٧٦) من طريق الشافعي عن عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي، به، مثل اللفظ المذكور عند أبي عوانة بزيادة الإقبال والإدبار.
بينما رواه الطوسي في (المستخرج ١٠٩) من طريق الحسن الجَرَوي وهو ثقة ثبت. ورواه البيهقي في (الكبرى ١٥٧٨) من طريق سعيد بن عثمان التَّنُوخي وهو صدوق. كلاهما عن بشر بن بكر عن الأوزاعي، به، بلفظ:((إِنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، وَلَكِنْ هَذَا عِرْقٌ فَاغْتَسِلِي، ثُمَّ صَلِّي))، ولم يذكر الإقبال
(١) - تحرف في طبعة قلعجي إلى: ((مَكِّيٍّ))، وجاء على الصواب في السنن.