للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(الجوهر النقي ١/ ٣٢٨).

وكذا قال الألباني: ((وهذه متابعات قوية، النعمان بن المنذر وحفص بن غيلان ثقتان، وكذا الراوي عنهما الهيثم بن حميد)) (صحيح أبي داود ٢/ ٥٩).

وقال أيضًا: ((وتَرْك الآخرين له من أصحاب الزهري ممن ذكرهم المؤلف -يعني: أبا داود- لا يعله؛ لأنهم نفاة، وهم مُثبِتون)) (صحيح أبي داود ٢/ ٥٧، ٥٨).

قلنا: في الاعتداد بهاتين المتابعتين نظر؛ فإنهما لم يَرِدا إلا من طريق الهيثم بن حميد. وهو وإن مشاه أحمد ووثقه ابن معين وغيره، فقد ضَعَّفه أبو مسهر، وقال: ((لم يكن من الأثبات، ولا من أهل الحفظ)).

قلنا: يؤيد ذلك أنه زاد في متن الحديث لفظة لم يأتِ بها غيره، حيث قال فيه: ((وَلَكِنَّهُ عِرْقٌ فَتَقَهُ إِبْلِيسُ)).

فقوله: ((فَتَقَهُ إِبْلِيسُ)) لم يذكره أحد ممن رواه عن الزهري، ولا ممن رواه عن الأوزاعي سوى الهيثم هذا. ولم تَرِد هذه اللفظة في رواية النسائي، وكأنه حذفها عمدًا، فهي عند الطحاوي بنفس إسناد النسائي، وعند الطبراني من وجه آخر.

ولذا قال عبد الحق الإشبيلي: ((تَفَرَّد هيثم بهذه الزيادة)) (الأحكام الكبرى ١/ ٥٢٧).

وكذلك زاد في قول عائشة: ((وَتَخْرُجُ فَتُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).

إِذَنْ، فقد أغرب الهيثم بن حميد بالإسناد والمتن جميعًا. ومثله لا يُقْبَل منه ذلك، لاسيما مع جزم أبي داود بأن الأوزاعي لم يُتابَع على هذا اللفظ.