قال المؤلف رحمه الله: قرأت بخط أبي عبد الله الحاكم بمشكان سمعت أبا الحسين بن مظفر الحافظ يقول: لما حدثنا أبو محمد بن صاعد، عن محمد بن يحيى القطعي، عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا طلاق قبل نكاح". وقيل فيه ما قال، ذهبنا إلى علي بن الحسن القافلاني، فوجدنا الحديث في أصل كتابه عن محمد بن يحيى القطعي، وسألناه، فحدثنا به وغدوت أنا إلى ابن صاعد فوجدته قاعدا إلى باب داره، فقلت: يا سيدي! حديث أيوب عن نافع وجدناه في كتاب القافلاني فقال لي: اسكت، اسكت، وزمر لي، ثم قال: ومن القافلاني في حديث أخذه من أصل كتابي. وأورده في ترجمة صالح مولى التوأمة: عن ابن عباس رفعه. وصالح ضعيف. وأورده في ترجمة صالح بن أحمد بن أبي مقاتل: عن محمد بن يحيى القطعي، عن عاصم بن هلال، عن أيوب، عن نافع عن ابن عمر. وهذا يعرف بابن صاعد سرقه منه صالح هذا حتى لا يفوته. وأورده في ترجمة هشام بن سعد المخزومي: عن الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة مسندا وهشام ضعيف. ينظر: ذخيرة الحفاظ ٥/٢٦٦٢-٢٦٦٣. ١ ينظر: السابق. ٢ أخرجه ابن أبي شيبة ٥/١٦، والدارقطني ٤/١٦٥، كتاب الطلاق، حديث ٤٥، ٤٦، والحاكم ٢/٤١٩، عنها مرفوعا بلفظ: "لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتاق إلا بعد ملك". قال الترمذي في العلل الكبير ص ١٧٣، رقم ٣٠٢. سألت محمدا عن هذا الحديث، فقلت: أي حديث في هذا الباب أصح –في الطلاق قبل النكاح-؟ فقال: حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وحديث هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة. فقلت: إن بشر بن السري وغيره قالوا: عن هشام بن سعد، عن الزهري عن عروة، عن عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال: إن حماد بن خالد روى عن هشام بن سعد، عن الزهري عن عروة عن عائشة موقوفا. وقال ابن أبي حاتم في العلل ١/٤٢٢، رقم ١٢٧١. سألت أبي عن حديث رواه حماد بن خالد الخياط عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: "لا طلاق إلا بعد نكاح" قال أبي: هذا حديث منكر وغ، ما يروى عن الزهري أنه قال: ما بلغني في هذا رواية عن أحد من السلف ولو كان عنده عن عروة عن عائشة كان لا يقول ذلك. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور ٥/٣٩٢، وعزاه للحاكم وابن مردويه.