فلما صحَّ وجودُ كونِ هذه الحالةِ في البشر، إذا أراده اللهُ جلَّ وعلا قبل يوم القيامة، لم يُنْكَرْ أَنَّ الله جلَّ وعلا أحيا موسى في قبره حتى مرَّ عليه المصطفى ﷺ ليلةَ أُسري به، وذاك أن قبرَ موسى بمدين بين المدينة وبين بيتِ المقدس، فَرَآه ﷺ يَدْعُو في قَبْرهِ -إِذ الصَّلَاةُ دُعَاءٌ- فَلَمَّا دَخَلَ ﷺ بَيتَ المَقدِسِ وأسري به، أسري بموسي حتى رآه في السماء السادسة، وجرى بينه وبينه من الكلام ما تقدَّم ذكرنا له، وكذلك رؤيتُه سائرَ الأنبياء الذين في خبر مالك بن صَعْصَة. (١٨) - أخرجه البزار (١ / رقم ٥٨ - كشف الأستار)، وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (٢/ ٥٢٠) والطبراني في "الأوسط" (٦/ ٦٢١٤) وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٣١٦)، والبيهقي في "الدلائل" (٢/ ٣٦٨ - ٣٦٩) وفي "شعب الإيمان" (١ / رقم ١٥٥) من طريق سعيد بن منصور به، وأخرجه ابن سعد "في"الطبقات" (١/ ١٣٥) أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا الحارث بن عبيد به، وزاد نسبته السيوطي في "الخصائص الكبرى" (١/ ١٥٧) إلى ابن مردويه وابن عساكر وقال البزار: "وهذا لا نعلم رواه إلا أنس ولا رواه عن أبي عمران إلا الحارث بن عبيد، وكان بصريًّا مشهورًا"، وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي عمران الجوني إلا الحارث" وقال أبو نعيم: "غريب لم نكتبه إلا من حديث أبي عمران عن أنس تفرد به عنه الحارث بن عبيد أبو قدامة". وذكره الهيثمي في "المجمع" (١/ ٨٠) وقال: "رواه البزار والطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح" وقال ابن حجر- في "الفتح" (٨/ ٦٠٩): "أخرجه البزار وقال: تفرد به الحارث بن عمير وكان بصريا مشهورًا. قلت: وهو من رجال البخاري". قلت: البخاري إنما أخرج له متابعة في موضعين -كما في "التهذيب" (١/ ٣٣٤) -، والحارث هذا ضعفه ابن معين، وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان في "المجروحين": كان شيخًا صالحًا ممن كثر وهمه، حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا"، وقال الساجي: "صدوق عنده مناكير". وقد رواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد أن رسول الله ﷺ كان في ملأ من أصحابه، فذكر الحديث بنحوه أخرجه البيهقي في "الشعب" (١ / رقم ١٥٦) - وعلقه في "الدلائل" (٢/ ٣٦٩) - والبغوي في "شرح السنة" (١٣/ ٣٦٨٢) وقال: "هذا حديث مرسل". قلت: ومحمد بن عمير ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٠) ولم يذكر فيه جرحًا ولا، تعديلًا.