وروى ابن ماجه (١٠): أن رسول الله صلى الله عليه وسأنهى عن السوم قبل طلوع الشمس.
وقوله: ﴿يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾ أي: يخرجها من الأرض بهذا الماء الواحد، على اختلاف صنوفها وطعومها وألوانها وروائحها وأشكالها، ولهذا قال: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ أي: دلالة وحجة على أنه لا إله إلا الله، كما قال تعالى: ﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ [١] مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ﴾.
ينبه تعالى عباده على آياته العظام، ومننه الجسام، في تسخيره الليل والنهار يتعاقبان، والشمس والقمر يدوران، والنجوم الثوابت والسيارات، في أرجاء السموات نورًا وضياء للمهتدين [٢] بها في الظلمات، وكل منها يسير في فلكه الذي جعله الله تعالى فيه، يسير بحركة مقدرة لا يزيد عليها ولا ينقص منها، والجميع تحت قهره وسلطانه وتسخيره وتقدير وتسييره، كقوله [٣]: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالمِينَ﴾، ولهذا قال: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ
(١٠) - أخرجه ابن ماجه في كتاب التجارات، باب: السوم، حديث (٢٢٠٦) (٢/ ٧٤٤) من حديث علي ﵁ قال البوصيري في الزوائد: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده، عن عبيد الله بن موسى، عن الربيع، وسياقه أتم. ورواه أبو يعلى حدثنا محمَّد بن المثنى، حدثنا عبيد الله بن موسى كرواية ابن ماجه سواء. وهذا إسناد ضعيف لضعف نوفل بن عبد الملك والربيع بن حبيب".