للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ أي: لدلالات على قدرته تعالى الباهرة وسلطانه العظيم لقوم يعقلون عن الله ويفهمون حججه.

وقوله: ﴿وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ﴾ لما نبه تعالى [١] على معالم السموات نبه على ما خلق في الأرض من الأمور العجيبة، الأشياء المختلفة من الحيوانات والمعادن والنباتات والجمادات [٢]، على اختلاف ألوانها وأشكالها، وما فيها من المنافع والخواص ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾ أي الاء الله ونعمه فيشكرونها.

﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٤) وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (١٦) أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (١٧) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٨)

يخبر تعالى عن تسخيره البحر المتلاطم الأمواج، ويمتن على عباده بتذليله لهم، وتيسيرهم [٣] للركوب فيه، وجعله السمك والحيتان فيه، وإحلاله لعباده لحمها؛ حيها وميتها، في الحل والإِحرام، وما يخلقه فيه بن اللآلئ والجواهر النفيسة، وتسهيله للعباد استخراجها من قرارها حلية يلبسونها، وتسخيره البحر لحمل [٤] السفن التي تمخره، أي: تشقه. وقيل: تمخر الرياح، وكلاهما صحيح، [وقيل: تمخره بجؤجئها] [٥]: وهو صدرها المسنم، الذي أرشد العباد إلى صنعتها، وهداهم إلى ذلك إرثًا عن أبيهم نوح ، فإنه أول من ركب السفن، وله كان تعليم صنعتها، ثم أخذها الناس عنه قرنا بعد قرن، وجيلا بعد جيل، يسيرون من قطر إلى قطر، ومن [٦] بلد إلى بلد، ومن [٧] إقليم إلى إقليم، [لجلب ما هناك إلى هنا، وما هنا إلى هناك] [٨]، ولهذا قال تعالى: ﴿وَلِتَبْتَغُوا


[١]- في خ: "سبحانه".
[٢]- سقط من: ز، خ.
[٣]- في ز:، وتيسرهم".
[٤]- في ز: "يحمل".
[٥]- في ز: "بجؤجرها"، خ: "بموخرها".
[٦]- سقط من: ز، خ.
[٧]- سقط من: ز، خ.
[٨]- في ز، خ: "تجلب ما هنا إلى هنالك، وما هنالك إلى هنا".