للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ قال: يكون هذا أعلم من هذا، وهذا أعلم من هذا، والله فوق كل عالم. وهكذا قال عكرمة.

وقال قتادة: وفوق كل ذي علمٍ عليم حتى ينتهي العلم إلى الله، منه بُدئ وتعلمت العلماء وإليه يعود، وفي قراءه عبد الله: (وفوق كل عالم عليم).

﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (٧٧)

وقال إخوة يوسف لما رأوا الصواع قد أخرج من متاع بنيامين: ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ يتنصلون إلى العزيز من التشبه به، ويذكرون أن هذا فعل كما فعل أخ له من قبل، يعنون به يوسف، .

قال سعيد بن جبير، عن قتادة: كان يوسف قد سرق صنمًا لجده أبي أمه فكسره.

وقال محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد قال (٩٣): كان أول ما دخل على يوسف من البلاء - فيما بلغني -: أن عمته ابنة إسحاق، وكانت أكبر ولد إسحاق، وكانت إليها [١] مِنْطَقَةُ [٢] إسحاق، وكانوا يتوارثونها بالكبر، وكان [٣] من اختبأها [٤] ممن وليها كان له سلمًا لا ينازع فيه يصنع فيه ما شاء [٥]، وكان يعقوب حين ولد له يوسف قد حضنته عمته، فكان منها [٦] وإليها فلم [٧] يُحب أحد شيئًا من الأشياء حبها إيّاه، حتى إذا [٨] ترعرع وبلغ سنوات، [وقعت] [٩] نفس يعقوب، ، فأتاها فقال: يا أخية، سلمي إليَّ يوسف؛ فوالله، ما أقدر على أن يغيب عنى ساعة.


= عن عكرمة" والظاهر أنه تحريف - والله أعلم - فقد أخرجه ابن أبي حاتم (٧/ ١١٨٣٠) وعلقه النحاس في "معاني القرآن الكريم" (٣/ ٤٤٩) والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (٩/ ٢٣٨) من طريق "إسرائيل عن سماك به" ثم إن إسرائيل كثير الرواية عن سماك بن حرب، وقد روى أيضًا عن سالم بن عجلان الأفطس، لكن لم نقف على من ذكر أن سالمًا هذا وروى عن عكرمة، والله أعلم.
(٩٣) - أخرجه ابن جرير (١٦/ ١٩٦٠٥) وابن أبي حاتم (٧/ ١١٨٣٧).