للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو الإسلام أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إِلى زيادة أبدًا، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدًا، وقد رضيه الله فلا يسخطه أَبدًا.

وقال أسباط عن السدي (٨٨): نزلت هذه الآية يوم عرفة، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع رسول الله فمات. قالت أسماء بنت عميس: حججت مع رسول الله تلك الحجة، فبينما نحن نسير إِذ تجلى له جبريل، فمال رسول الله على الراحلة؛ فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن، فبركت، فأتيته فسجيت عليه بردًا كان علي.

و [١] قال ابن جريج [٢] وغير واحد: مات رسول الله بعد يوم عرفة بأحد وثمانين يومًا، رواهما ابن جرير (٨٩).

ثم قال: حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابن فضيل، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: لما نزلت: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾ وذلك يوم الحج الأكبر، بكى عمر، فقال له النبي : "ما يبكيك"؟ قال: أبكاني أنا كنا فى زيادة من ديننا، فأما [إِذا كمل] [٣]؛ فإِنه لم يكمل شيء إِلا نقص. فقال: "صدقت" (٩٠).

ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت: "إِن الإِسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى


(٨٨) - أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٩/ ٥١٨) (١١٠٨١) وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد في رقم (٣٠) والسدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، روى له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وهو صدوق يهم كما قال الحافظ في التقريب:
وروايته عن أسماء بنت عميس مرسلة؛ فإن المزي ذكر في تهذيب الكمال (٣/ ١٣٢) ترجمة (٤٦٢) روايته عن أنس فقط من الصحابة، وقال: "ورأى الحسن بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبا سعيد، وأبا هريرة" اهـ.
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٤٥٨) وعزاه إلى ابن المنذر فقط.
(٨٩) - قوله: "رواهما ابن جرير" أي: أثر السدي السابق وأثر ابن جريج أخرجه ابن جرير في تفسيره (٩/ ٥١٨) (١١٠٨٢)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٤٥٨).
(٩٠) - أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٩/ ٥١٩) (١١٠٨٣)، ومحمد بن فضيل صدوق تقدمت ترجمته، وهارون بن عنترة هو ابن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني، وثقه ابن معين وقال أبو زرعة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، انظر تهذيب الكمال (٣٠/ ترجمة ٦٥٢١).
وأبوه عنترة بن عبد الرحمن قال الحافظ في التقريب: ثقة من الثانية وهم من زعم أن له صحبة. اهـ.=