للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدو، ولا يأتي إلا بالحرب والشدة، والقتال؛ فنزلت: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ … ﴾ الآية.

قال ابن جريج (١): قال مجاهد: قالت يهود: يا محمد؛ ما نزل جبريل إلا بشدة وحرب وقتال، فإنه لنا عدو؛ فنزل: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ … ﴾ الآية.

وقال البخاري (٢): قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ﴾ قال عكرمة: جبر، وميك وإسراف: عبد، وإيل: الله.

حدثنا عبد الله بن (منير) (٣)، سمع عبد الله بن (بكر) (٤)، حدثنا حميد؛ عن أنس بن مالك؛ قال: سمع عبد الله بن سلام بمقدم رسول الله وهو في أرض يخترف، فأتى النبي ؛ فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه، أو إلى أمه؟ قال: أخبرني (بهن جبريل آنفًا) (٥). قال: جبريل؟ قال: "نعم". قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ﴾.

أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب.

وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت. وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزعت".

قال: أشهد أن لا إله إلا الله (وأشهد أنك رسول الله) (٦). يا رسول الله؛ إن اليهود قوم بهت (٧)، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم (يبهتوني) (٨)؛ فجاءت اليهود، فقال (لهم رسول الله ) (٩): أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا. قال: أرأيتم إن أسلم؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك.

فخرج عبد الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، (وأن) (١٠) محمدًا رسول الله.

فقالوا: هو شرنا وابن شرنا، وانتقصوه؛ فقال: هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله - انفرد به البخاري من هذا الوجه.


(١) وسنده مرسل أو معضل، وابن جريج لم يسمع من مجاهد إلا حرفًا واحدًا.
(٢) في "كتاب التفسير" (٨/ ١٦٥ - فتح).
(٣) كذا في (ج) و (ز). ووقع في (ع) و (ك) و (ل) و (ن) و (ى): "نمير" وهو خطأ واضح، فالبخاري لم يلحق ابن نمير، فإن البخاري ولد سنة (١٩٤) بينما توفي ابن نمير سنة (١٩٩)، ويظهر لي أن قلم المصنف سبقه في الكتابة، ويدل على ذلك أن ابن المحب ناسخ (ج) قال في الحاشية: "كانت في الأصل: ابن نمير".
(٤) في (ك) و (ن): "بكير" وهو خطأ.
(٥) كذا في (ز) و (ض) و (ك) و (ل) و (ن) وهو الموافق لما في "صحيح البخاري" (٨/ ١٦٥)، وفي (ج) و (ع) و (ى): "أخبرني جبريل بهن آنفًا".
(٦) كذا في (ز) و (ض) و (ع) و (ك) و (ى) وهو الموافق لما في "البخاري" (٨/ ١٦٥)، وفي (ن): "وأنك رسول الله"؛ وفي (ج) و (ل): "وأن محمدًا رسول الله".
(٧) بهت؛ جمع بهوت، من بناء المبالغة، والبهت: الكذب والافتراء.
(٨) في (ل): "بهتوني".
(٩) كذا في (ن) وهو الموافق لما في "البخاري". وسقط من (ج) و (ز) و (ض) و (ع) و (ك) و (ل) و (ى).
(١٠) في (ن): "وأشهد أن".