للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(بكير) (١) بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: أقبلت يهود (إلى) (٢) رسول الله ، فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك؛ فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه؛ إذ قال: (والله على ما نقول وكيل). قال: "هاتوا": قالوا: فأخبرنا عن علامة النبي؟ قال: "تنام عيناه ولا ينام قلبه".

قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة، وكيف تذكر؟ قال: "يلتقى الماءان، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة (ماء الرجل) " (٣) آنثت".

قالوا: أخبرنا (ما) (٤) حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: "كان يشتكى عرق النسا، فلم يجد شيئًا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا" قال أحمد: قال بعضهم: يعني: الإبل، فحرم لحومها. قالوا: صدقت.

قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: ملك من ملائكة الله ﷿، موكل بالسحاب بيديه أو في يديه مخراق من نار يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمره الله ﷿ (٥).

قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: "صوته". قالوا: صدقت.

قالوا: إنما بقيت واحدة؛ وهي التي نتابعك إن أخبرتنا (بها) (٦): إنه ليس من نبي إلا وله ملك يأتيه بالخبر؛ فأخبرنا من صاحبك؟ قال: جبريل . قالوا: جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا؛ لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والقطر والنبات (لكان) (٧)؛ فأنزل الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ … ﴾ إلى آخر الآية.

ورواه الترمذي، والنسائي، من حديث عبد الله بن الوليد، به. وقال الترمذي: "حسن غريب".

وقال سنيد في "تفسيره" (٨)، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج: أخبرني القاسم بن أبي بزة - أن يهود سألوا النبي (من) (٩) صاحبه الذي ينزل عليه بالوحي. قال: جبريل. قالوا: فإنه لنا


= وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩٥٢)؛ وأبو الشيخ في "العظمة" (٧٦٥)؛ وابن منده في "التوحيد" (٤٨) من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله مثله. وتابعه أبو نعيم الفضل بن دكين قال: نا عبد الله بن الوليد وكان يجالس الحسن بن حي بسنده سواء.
أخرجه النسائي في "العشرة" (١٨٧)؛ والبخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٢/ ١١٤)؛ وابن منده في "التوحيد" (٤٨)؛ والطبراني في "الكبير" (ج ١٢/ رقم ١٢٤٢٩)؛ وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٣٠٤، ٣٠٥)؛ والضياء في "المختارة" (١٠/ ٦٧، ٦٨)؛ وأخرج الترمذي (٣١١٧) منه قصة الرعد. وقال: "حسن غريب".
وقال ابن منده: "هذا إسناد متصل، ورواته مشاهير ثقات".
(١) في (ك): "بكر" مكبرًا، وهو تصحيف.
(٢) في (ن): "على".
(٣) ساقط من (ج) و (ض) و (ع) و (ى). وهو ثابت في "المسند" (٢٤٨٣).
(٤) في (ج) و (ل): "عما".
(٥) في (ن): "تعالى".
(٦) ساقط من (ج) و (ز) و (ض) و (ك) و (ل)، وهو ثابت في "المسند".
(٧) في (ل): "لكنا تابعناك" وهو مخالف لسائر "الأصول" ولـ"المسند".
(٨) ومن طريقه ابن جرير (١٦٠٧) قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، حدثني حجاج. والحسين هو ابن داود، ولقبه: "سنيد"، وهو لقب غلب عليه. [وسنده مرسل ويشهد له سابقه].
(٩) في (ز) و (ل) و (ن): "عن".