للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرض مرضًا شديدًا، فطال سقمه منه، فنذر لله نذرًا، لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن أحب الطعام والشراب إليه؛ وكان أحب الطعام إليه لحوم الإبل، وأحب الشراب إليه ألبانها فقالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله : "اللهم اشهد عليهم" وأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى: هل تعلمون أن ماء الرجل (أبيض غليظ) (١) وأن ماء المرأة (أصفر رقيق) (٢) فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله ﷿ (٣)، وإذا علا ماءُ الرجل ماء المرأة كان الولد ذكرًا بإذن الله، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل كان الولد أنثى بإذن الله ﷿ (٤) "؟ قالوا: اللهم نعم. "قال: اللهم اشهد [وأنشدكم (بالذي) (٥) أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه"؟ قالوا: اللهم نعم. قال: "اللهم اشهد"] (٦).

قالوا: أنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك، أو نفارقك. قال: "فإن وليي جبريل، ولم يبعث الله نبيًا قط إلا وهو وليه". قالوا: فعندها نفارقك، ولو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدقناك.

قال: "فما منعكم أن تصدقوه"؟ قالوا: إنه عدونا؛ فأنزل الله ﷿: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ إلى قوله: ﴿لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٠٢] فعندها باءوا بغضب على غضب.

وقد رواه الإمام أحمد في "مسنده"، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، وعبد بن حميد في "تفسيره"، عن أحمد بن يونس؛ كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام، به.

ورواه (الإمام أحمد) (٧) أيضًا عن الحسين بن محمد المروزي عن عبد الحميد (به) (٨) بنحوه.

وقد رواه محمد بن إسحاق بن يسار، (حدثني) (٩) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب؛ فذكره مرسلًا.

وزاد فيه: قالوا: فأخبرنا عن الروح. قال: "فأنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل؛ هل تعلمون أنه جبريل، وهو الذي يأتيني"؟ قالوا: اللهم نعم. ولكنه (لنا عدو) (١٠)، وهو ملك؛ إنما يأتي بالشدة وسفك الدماء؛ فلولا ذلك اتبعناك؛ فأنزل الله (تعالى) (١١) فيهم: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ … ﴾ إلى قوله: ﴿لَا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٠١].

وقال الإمام أحمد (١٢): حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الله بن الوليد العجلي، عن


(١) في (ن): "غليظ أبيض".
(٢) في (ن): "رقيق أصفر".
(٣) من (ن).
(٤) من (ن).
(٥) كذا في (ج) و (ع) و (ل) و (ى): "بالذي" وهو الموافق لما في "تفسير الطبري" (٢/ ٣٧٨). ووقع في (ز) و (ض) و (ن): "بالله الذي".
(٦) ساقط من (ك).
(٧) ساقط من (ى). وسقطت لفظة: "الإمام" من (ن).
(٨) ساقط من (ز) و (ن).
(٩) في (ن): "حدثنا".
(١٠) في (ن): "عدو لنا".
(١١) من (ن).
(١٢) في "مسنده" (٢٤٨٣) ومن طريقه الضياء في "المختارة" (١٠/ ٦٩، ٧٠). =