للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب (١)، حدثنا يونس بن بكير، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس - أنه قال: حضرت عصابة من اليهود رسول الله ، فقالوا: يا أبا القاسم، حدثنا عن خلالٍ نسألك عنهن لا (يعلمهن) (٢) إلا نبي. فقال رسول الله : " (سلوا) (٣) عما شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمة الله، وما أخذ يعقوب على بنيه، لئن أنا حدثتكم عن شيء فعرفتموه (لتتابعُني) (٤) على الإسلام". فقالوا: ذلك لك. فقال رسول الله : "سلوني (٥) عما شئتم". قالوا: أخبرنا عن أربع خلالٍ نسألك عنهن: أخبرنا: أي: الطعام (حرم) (٦) إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ وأخبرنا: كيف ماء المرأة وماء الرجل؛ وكيف يكون الذكر منه والأنثى؟ وأخبرنا بهذا النبي الأمي في (النوم) (٧) (ووليه) (٨) من الملائكة؟ (فقال رسول الله) (٩) : "عليكم عهد الله لئن أنا أنبأتكم (لتتابعُني؟) (١٠) "فأعطوه (ما شاء) (١١) من عهد وميثاق؛ فقال: نشدتكم بالذي أنزل التوراة على موسى؛ هل تعلمون أن إسرائيل - يعقوب -


(١) أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (١٦٠٥).
وأخرجه أحمد (٢٥١٤ - شاكر)؛ وابن سعد في "الطبقات" (١/ ١٧٤، ١٧٥) قالا: حدثنا هاشم بن القاسم؛ وأخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" قال: حدثنا أحمد بن يونس؛ وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩٥١ - آل عمران)؛ والبيهقي في "الدلائل" (٦/ ٢٦٦، ٢٦٧) من طريق الطيالسي وهذا في "مسنده" (٢٧٣١)؛ وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (٢٥١٥) من طريق محمد بن بكار بن الريان؛ والطبراني في "الكبير" (ج ١٢/ رقم ١٣٠١٢) من طريق محمد بن يوسف الفريابي خمستهم عن عبد الحميد بن بهرام بسنده سواء؛ وأخرجه أحمد (٢٤٧١) من طريق الحسين بن محمد المروزي ثنا عبد الحميد ببعضه.
(*) قلت: وعبد الحميد بن بهرام وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وأثنى عليه شعبة وقال: "نعم الشيخ". وقال ابن معين في رواية والنسائية والعجلي وابن عدي: "لا بأس به". وقال أبو حاتم: "أحاديثه عن شهر صحاح، لا أعلم روى عن شهر بن حوشب أحاديث أحسن منها ولا أكثر منها". وقال ابن عدي: "هو في نفسه لا بأس به، وإنما عابوا عليه كثرة رواياته عن شهر، وشهر ضعيف". وقال الخطيب: "الحمل في الصحيفة التي ذكر أنها منكرة على شهر لا على عبد الحميد". وقد خولف عبد الحميد بن بهرام. خالفه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين فرواه عن شهر بن حوشب مرسلًا. أخرجه محمد بن إسحاق، كما في "سيرة ابن هشام" (٢/ ١٩١، ١٩٢) ومن طريقه الطبري في "تفسيره" قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين به.
وعبد الله هذا ثقة، وثقه أحمد وأبو زرعة والنسائي والعجلي وابن حبان وابن سعد وقال: "قليل الحديث" وقال ابن عبد البر: "ثقة عند الجميع فقيه عالم بالمناسك" وصرح ابن إسحاق بالتحديث كما رأيت. وهذا الوجه المرسل أرجح، نظريًا، من رواية عبد الحميد الموصولة. وهذا الاختلاف في سنده من شهر بن حوشب، فكان سيء الحفظ وللحديث طريق آخر عن ابن عباس، يأتي قريبًا إن شاء الله تعالى.
(٢) في (ج): "يعلمن".
(٣) في (ل): "اسألوا".
(٤) في (ن): "لتتابعنني".
(٥) في (ن): "سلوا".
(٦) كذا في "ز" و (ض) و (ع) و (ك) و (ن) و (ى) وهو الموافق لما في "تفسير الطبري" (٢/ ٣٧٧) ووقع في (ج) و (ل): "الذي حرم".
(٧) كذا في "تفسير الطبري" وسائر روايات الحديث عند المخرجين له. ووقع في سائر "الأصول": "التوراة"، وما أثبته أولى وأليق بلفظ الحديث، وجواب النبي يدل عليه، والله أعلم.
(٨) كذا في سائر "الأصول"؛ وفي (ن): "ومن وليه" وهو الموافق لما في "تفسير الطبري".
(٩) في (ن): "وقال النبي".
(١٠) في (ن): "لتتابعنني".
(١١) في (ن): "ما شاء الله".