للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان: أنه توضأ لهم كوضوء رسول الله ثم قال: هكذا رأيت رسول الله يتوضأ وقال: "من توضأ وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" (١).

وروى الإمام أحمد وأبو جعفر ابن جرير من حديث أبي عقيل زهرة بن معبد أنه سمع الحارث مولى عثمان يقول: جلس عثمان يومًا وجلسنا معه، فجاءه المؤذن فدعا عثمان بماء في إِناء أظنه سيكون فيه قدر مُد فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال: "من توضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر له ما بينه وبين صلاة الصبح، ثم صلى العصر غفر له ما بينه وبين صلاة الظهر، ثم صلى المغرب غفر له ما بينه وبين صلاة العصر، ثم صلى العشاء غفر له ما بينه وبين صلاة المغرب، ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يُذهبن السيئات" (٢).

وفي الصحيح عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال: "أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرًا غمرًا يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيئًا؟ " قالوا: لا يا رسول الله، قال: "كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الذنوب والخطايا" (٣).

وقال مسلم في صحيحه: حدثنا أبو الطاهر وهارون بن سعيد قالا: حدثنا ابن وهب، عن أبي صخر، أن عمر بن إسحاق مولى زائدة حدثه، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله كان يقول: "الصلوات الخمس والجمعة إِلى الجمعة ورمضان إِلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر" (٤).

وقال الإمام أحمد: حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إِسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، أن أبا رُهم السمعي كان يحدث، أن أبا أيوب الأنصاري حدثه، أن رسول الله كان يقول: "إِن كل صلاة تحطُّ ما بين يديها مِن خطيئة" (٥).

وقال أبو جعفر بن جرير: حدثنا محمد بن عوف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبي، عن ضَمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله : "جعلت الصلوات كفارات لما بينهن" فإِن الله قال: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ (٦).


(١) صحيح البخاري، الوضوء، باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا (ح ١٥٩)، وصحيح مسلم، الطهارة، باب صفة الوضوء وكماله (ح ٢٢٦).
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٥٣٧ ح ٥١٣) وحسن سنده محققوه، وصححه أحمد شاكر، وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير الحارث وهو ثقة (مجمع الزوائد ١/ ٢٩٧).
(٣) صحيح البخاري، مواقيت الصلاة، باب الصلوات الخمس كفارة (ح ٥٢٨)، وصحيح مسلم، المساجد ومواضع الصلاة، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا (ح ٦٦٧).
(٤) صحيح مسلم، الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن … (ح ٢٢٣).
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٨/ ٤٨٩ - ٤٩٠ ح ٢٣٥٠٣)، وحسّن سنده محققوه، وحسَّنه الهيثمي (مجمع الزوائد ١/ ٢٩٨).
(٦) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وضعفه محمود شاكر والهيثمي بسبب الانقطاع بين محمد بن إسماعيل وأبيه =