للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال البخاري: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود أن رجلًا أصاب من امرأة قُبلة فأتى النبي فأخبره فأنزل الله: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ فقال الرجل: يا رسول الله ألي هذا؟ قال: "لجميع أمتي كلهم" هكذا رواه في كتاب الصلاة (١)، وأخرجه في التفسير عن مسدد عن يزيد بن زريع بنحوه (٢)، ورواه مسلم وأحمد وأهل السنن إِلا أبا داود من طرق عن أبي عثمان النهدي، واسمه عبد الرحمن بن مل به (٣).

ورواه الإمام أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وهذا لفظه من طرق عن سماك بن حرب أنه سمع إبراهيم بن يزيد يحدث عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إِني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها قبلتها ولزمتها ولم أفعل غير ذلك، فافعل بي ما شئت. فلم يقل رسول الله شيئًا، فذهب الرجل. فقال عمر: لقد ستر الله عليه، لو ستر على نفسه، فأتبعه رسول الله بصره ثم قال: "ردّوه علي"، فردّوه عليه فقرأ عليه ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤)﴾ فقال معاذ، وفي رواية عمر: يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة؟ قال: "بل للناس كافة" (٤).

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، عن مُرّة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : "إِن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإِن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إِلا من أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه" قال: قلنا: وما بوائقه يا نبي الله؟ قال: "غشه وظلمه، ولا يكسب عبد مالًا حرامًا فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إِلا كان زاده إِلى النار، إِن الله لا يمحو السيء بالسيء ولكن يمحو السيء بالحسن، إِن الخبيث لا يمحو الخبيث" (٥).

وقال ابن جرير: حدثنا أبو السائب، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إِبراهيم قال: كان فلان ابن معتب رجلًا من الأنصار فقال: يا رسول الله دخلت عليَّ امرأة، فنلتُ منها ما ينال الرجل من أهله إِلا أني لم أواقعها. فلم يدرِ رسول الله ما يجيبه حتى نزلت هذه الآية ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤)﴾، فدعاه


= فإنه لم يسمع شيئًا من أبيه (مجمع الزوائد ١/ ٢٩٩)، ويشهد لشطره الأول ما تقدم.
(١) صحيح البخاري، مواقيت الصلاة، باب الصلاة كفارة (ح ٥٢٦).
(٢) صحيح البخاري، التفسير، باب ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ. . .﴾ [هود: ١١٤] (ح ٤٦٨٧).
(٣) صحيح مسلم، التوبة، باب قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤] (ح ٢٧٦٣/ ٣٩).
(٤) أخرجه مسلم من طريق سماك به بلفظ: "وأني أصبت منها ما دون أن أمسها. . ." (المصدر السابق ٢٧٦٣/ ٤٢) وكذا لفظ الطبري، أما اللفظ المذكور فهو رواية الإمام أحمد من طريق سماك به (المسند ح ٤٢٥٠).
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٦/ ١٨٩ ح ٣٦٧٢)، وضعفه محققوه لضعف الصباح بن محمد، وكذا الأستاذ أحمد شاكر.