للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمغرب (١). وكذا قال الحسن وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (٢).

وقال الحسن - في رواية - وقتادة والضحاك وغيرهم: هي الصبح والعصر (٣).

وقال مجاهد: هي الصبح في أول النهار، والظهر والعصر من آخره. وكذا قال محمد بن كعب القرظي والضحاك في رواية عنه (٤) ﴿وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾.

قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم: يعني صلاة العشاء (٥).

قال الحسن في رواية ابن المبارك عن مبارك بن فضالة عنه ﴿وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ يعني المغرب والعشاء [قال رسول الله : "هما زلفتا الليل المغرب والعشاء"] (٦) (٧). وكذا قال مجاهد ومحمد بن كعب وقتادة والضحاك: إنها صلاة المغرب والعشاء (٨).

وقد يحتمل أن تكون هذه الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء، فإنه إنما كان يجب من الصلاة صلاتان: صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها، وفي أثناء الليل قيام عليه وعلى الأمة، ثم نسخ في حق الأمة وثبت وجوبه عليه ثم نسخ عنه أيضًا في قول، والله أعلم.

وقوله: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ يقول: إن فعل الخيرات يكفّر الذنوب السالفة كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأهل السنن عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: كنت إذا سمعت من رسول الله حديثًا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وإذا حدثني عنه أحد استحلفته فإذا حلف لي صدّقته، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أنه سمع رسول الله يقول: "ما من مسلم يذنب ذنبًا فيتوضأ ويصلي ركعتين إلا غُفر له" (٩).


(١) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بسند ثابت من طريق علي به.
(٢) قول الحسن أخرجه الطبري بسند حسن من طريق عوف الأعرابي عنه، وقول عبد الرحمن أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق عبد الله وهب عنه.
(٣) قول قتادة أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عنه، وقول الضحاك أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق جويبر عنه، وقول الحسن أخرجه الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضًا.
(٤) لم أجده بهذا اللفظ عن مجاهد، وأخرجه الطبري بسند حسن من طريق أفلح بن سعيد عن محمد بن كعب القرظي بلفظ: "فطرفا النهار، الفجر والظهر والعصر"، وأخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق جويبر عن الضحاك.
(٥) قول ابن عباس أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عنه، وقول مجاهد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن نجيح عنه، وقول الحسن أخرجه الطبري بسند حسن من طريق عوف الأعرابي عنه.
(٦) ما بين معقوفين سقط من الأصل، واستدرك من (حم) و (مح).
(٧) أخرجه الطبري من طريق ابن المبارك به، وسنده ضعيف لأنه مرسل.
(٨) قول مجاهد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عنه، وقول محمد بن كعب أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أفلح بن سعيد عنه، وقول قتادة أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عنه، وقول الضحاك أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق جويبر عنه، ويتقوى بما سبق.
(٩) أخرجه الإمام أحمد من طريق أسماء بن الحكم الفزاري عن علي (المسند ٢/ ١ ح ١٧٩)، وصحح مسنده محققوه وكذا أحمد شاكر، وجود إسناده الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة أسماء بن الحكم، وأخرجه أبو داود في سننه، الصلاة، باب في الاستغفار (ح ١٥٢١)، والترمذي وحسنه في السنن، الصلاة باب ما جاء في الصلاة عند التوبة (ح ٤٠٦) وابن ماجه، السنن، إقامة الصلاة، باب ما جاء في أن الصلاة كفارة (ح ١٣٩٥)، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه ١/ ٢٣٤.