للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وفي ذلك ما ينبغي أن يكون أراد بما في الآثار التي في الفصل الأول أهلَ تهامة؛ لأن أولئك، أو أكثرهم من مضر.

ثم وجدنا عنه - صلى الله عليه وسلم - في هذا المعنى ما هو أكشف من هذا الحديث. ثم أخرج بسنده عن عمرو بن عَبَسة، قال: عُرِضت الخيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده عيينة بن بدر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعيينة: "أنا أفرسُ بالخيل منك"، فقال عيينة: إن تكن أفرس بالخيل مني، فأنا أفرس بالرجال منك، قال: "وكيف؟ " قال: إن خير رجال لَبِسُوا البرود، ووضعوا سيوفهم على عواتقهم، وعَرَضُوا الرِّماح على مناسج خيولهم (١) رجال نجد، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "كذبت، بل هم أهل اليمن، الإيمان يمانٍ، إلى لَخْمٍ وجُذَام، وعاملةَ، ومأكول حِمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث"، وسَمّى الأقيال الأنكال (٢).


(١) المنسج: ما برز من فروع الكتفين إلى أصل العنق.
(٢) هو حديث صحيح، أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ٤/ ٣٨٧، فقال:
حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، حدثني شريح بن عبيد، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، عن عمرو بن عَبَسَة السلمي، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَعْرِضُ يومًا خيلًا، وعنده عُيينة بن حِصْن بن بَدْر الفزاري، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أفرس بالخيل منك"، فقال عيينة: وأنا أفرس بالرجال منك، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وكيف ذاك؟ " قال: خير الرجال رجال يَحمِلون سيوفهم على عواتقهم، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم، لابسو البرود، من أهل نجد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَذَبتَ، بل خير الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان، إلى لخم، وجُذام، وعاملةَ، ومأكول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث، وقبيلة خير من قبيلة، وقبيلة شر من قبيلة، والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما، لعن الله الملوك الأربعة: جمداء، ومخوساء، ومشرخاء، وأبضعة، وأختهم العمردة"، ثم قال: "أمرني ربي عزَّ وجلَّ أن ألعن قريشًا مرتين، فلعنتهم، وأمرني أن أصلي عليهم، فصليت عليهم مرتين"، ثم قال: "عُصَيّة عصت الله ورسوله، غير قيس، وجعدة، وعصية"، ثم قال: "لَأَسلمُ، وغفار، ومزينة، وأخلاطهم من جهينة، خير من بني أسد، وتميم، وغطفان، وهوازن، عند الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة"، ثم قال: "شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب، وأكثر القبائل في الجنة مَذْحِج، ومأكول"، قال: قال أبو المغيرة: قال صفوان: حَمير حِمير خير من آكلها، قال: من مضى خير ممن بقي. انتهى. =