للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بنو لِحْيان في قصّة خُبيب في غَزْوة الرجيع التي قبل هذه. انتهى (١).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: في دعواه الوهم في ذكر بني لِحيان في هذه القصّة نظر لا يخفى، فإنهم مذكورون في معظم روايات "الصحيحين"، فلم لا يُقال: إنهم شاركوا في الغزوتين، فتأمل، واللَّه تعالى أعلم.

(وَعُصَيَّةَ) بطن من بني سُليم، قبيلة تُنسب إلى عُصَيّة بن خُفَاف بن ندبة بن بُهثة بن سُليم.

وقوله: (عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) الضمير المستتر الفاعل يعود على القبائل المذكورة كلّها، والجملة مستأنفة؛ استئنافًا بيانيًّا، كأن قائلًا قال له: لماذا دعا عليهم، فأجاب بأنهم عصوا اللَّه تعالى ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-.

قال السنديّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وفي وصله لفظًا بعُصَيّة مناسبة المجانسة، كما لا يخفى. انتهى (٢).

ويَحْتَمِل أن يكون جملة "عَصَتِ اللَّه ورسوله" صفة لـ "عُصيّة"، ويدلّ على هذا رواية أبي مِجْلَز، عن أنس -رضي اللَّه عنه- الآتية بلفظ: "وعُصيّةُ عَصَتِ اللَّه ورسوله"، وإنما خصّهم به، لمناسبة اسمهم، واللَّه تعالى أعلم.

(قَالَ أَنَسٌ) -رضي اللَّه عنه- (أَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- في) شأن الصحابة (الَّذِينَ قُتِلُوا) بالبناء للمفعول (بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا) منصوب على المفعوليّة، وقوله: (قَرَأْنَاهُ) صفة لـ "قرآنًا" (حَتَّى نُسِخَ) غاية لقراءتهم، والفعل مبنيّ للمفعول (بَعْدُ) من الظروف المبنيّة على الضمّ؛ لقطعه عن الإضافة، ونيّة معناها، أي بعد قراءتنا له (أَنْ) الظاهر أن "أن" هنا زائدة للتأكيد، ويدلّ على ذلك حذفها في رواية البخاريّ، ولفظه: "بلّغوا عنّا قومنا أَنّا لَقِينا ربنا، فَرَضِي عنّا، وأرضانا" (٣)، وفي رواية له: "ألا بلّغوا عنّاهومنا بأنّا قد لَقِينا ربنا، فَرَضِي عنّا، وأرضانا" (٤).

والضمير في قوله: (بَلِّغُوا) الظاهر للملائكة؛ لأنهم قالوا هذا بعد قتلهم،


(١) "الفتح" ٧/ ٤٤٧ "كتاب المغازي" رقم (٤٠٩١).
(٢) "شرح السندي على النسائيّ" ٢/ ٢٠١.
(٣) راجع: "صحيح البخاريّ" في "كتاب المغازي" برقم (٤٠٩٠).
(٤) راجع: "صحيح البخاريّ" في "كتاب الجهاد" برقم (٣٠٦٤).