للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من مضر أخذه عامر بن الطفيل، فَجَزَّ ناصيته، وأعتقه، فبلغ ذلك أبا براء، فَشَقَّ عليه ذلك، فَحَمل ربيعة بن أبي براء على عامر بن الطفيل، فطعنه بالرمح، فوقع في فخذه، ووقع عن فرسه. انتهى (١).

وقال في "الفتح" عند قوله: "بعث النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سبعين رجلًا لحاجة": فَسَّر قتادة الحاجة بقوله: "إن رعلًا وغيرهم استمدوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على عدوّ، فأمدّهم بسبعين من الأنصار".

وفي رواية سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، بلفظ: أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان، فزعموا أنهم أسلموا، واستمدُّوا على قومهم.

وقال ابن إسحاق: حدّثني أبي، عن المغيرة بن عبد الرحمن وغيره، قال: قَدِم أبو براء، عامر بن مالك المعروف بملاعب الأسنة على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فعَرَض عليه الإسلام، فلم يُسلم، ولم يبعد، وقال: يا محمد لو بعثت رجالًا من أصحابك إلى أهل نجد، رجوت أن يستجيبوا لك، وأنا جار لهم، فبعث المنذر بن عمرو في أربعين رجلًا، منهم الحارث بن الصّمّة، وحرام بن مِلْحان، ورافع بن بُديل بن وَرْقاء، وعروة ابن أسماء، وعامر بن فُهَيرة، وغيرهم من خيار المسلمين.

ويمكن الجمع بين قوله: "أربعين رجلًا"، وبين الذي في "الصحيح" أنهم "سبعون رجلًا" بأن الأربعين كانوا رؤساء، وبقية العِدَّة أتباعًا، ووَهِمَ من قال: كانوا ثلاثين فقط، أفاده في "الفتح" (٢).

(ثَلَاثِينَ صَبَاحًا، يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ) بكسر، فسكون: حيّ من سُليم (وَذَكْوَانَ) -بفتح الذال المعجمة، وسكون الكاف-: بطن كبير من سُليم أيضًا، وهو غير منصرف للعلميّة، وزيادة الألف والنون (وَلِحْيَانَ) بكسر اللام، وقيل: بفتحها، وسكون الحاء المهملة.

[تنبيه]: قال في "الفتح": ذكر بني لِحيان في هذه القصّة وَهَمٌ، وإنما كان


(١) "عمدة القاري" ٧/ ١٨.
(٢) "الفتح" ٧/ ٤٤٦ - ٤٤٧ "كتاب المغازي" رقم (٤٠٨٨).