للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

منه مالًا، فجاءه يتقاضاه، فاختصما، فبلغ عثمان، فغضب عليهما، وعزل سعدًا، واستَحْضَر الوليد، وكان عاملًا بالجزيرة على عُسر بها، فولاه الكوفة، وذكر ذلك الطبريّ في "تاريخه". انتهى (١).

(قَدْ صَلَّى الصُّبْحَ رَكعَتَيْنِ) هكذا رواية مسلم، وذكر ابن عبد البرّ في "الاستيعاب" من نفس طريق عبد العزيز بن المختار أنه صلّى أربعًا، ولكنه لم يذكر الرواة قبل عبد العزيز، والصحيح المعروف ما "صحيح مسلم" أنه صلى ركعتين، (ثُمَّ قَالَ: أَزِيدُكُمْ)؛ أي: لكونه سكران، (فَشَهِدَ عَلَيْهِ رَجُلَان، أَحَدُهُمَا حُمْرَانُ) - بضمّ الحاء المهملة، وسكون الميم - ابن أبان، مولى عثمان بن عفّان - رضي الله عنه -، اشتراه زمن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، وكان ثقةً، ومات سنة (٧٥) وقيل غير ذلك، وتقدّمت ترجمته في "الإيمان" ١٠/ ١٤٤.

(أَنَّهُ)، أي: الوليد (شَرِبَ الْخَمْرَ، وَشَهِدَ آخَرُ) قال في "الفتح": الشاهد الآخر الذي لم يُسَمّ في هذه الرواية قيل: هو الصعب بن جَثَّامة الصحابيّ المشهور - رضي الله عنه -، رواه يعقوب بن سفيان في "تاريخه"، وعند الطبريّ من طريق سيف في "الفتوح" أن الذي شَهِد عليه ولد الصعب، واسمه جَثّامة كاسم جده، وفي رواية أخرى: أن ممن شهد عليه أبا زينب بن عوف الأسديّ، وأبا مورع الأسديّ، وكذلك رَوَى عُمر بن شَبّة في "أخبار المدينة" بإسناد حسن إلى أبي الضُّحَى، وقال: لَمّا بلغ عثمان قصة الوليد استشار عليًّا، فقال: أرى أن تستحضره، فإن شهدوا عليه بمحضر منه حَدَدْته، ففعل، فشَهِد عليه أبو زينب، وأبو مورع، وجندب بن زهير الأزديّ، وسعد بن مالك الأشعريّ، فذكر نحو رواية أبي ساسان، وفيه: "فضربه بمخصرة لها رأسان، فلما بلغ أربعين قال له: أمسك"، وأخرج من طريق الشعبيّ قال: قال الْحُطيئة في ذلك [من الكامل]:

شَهِدَ الْحُطَيْئَةُ يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ … أَنَّ الْوَلِيدَ أَحَقُّ بِالْعُذْرِ

نَادَى وَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُمُ … أَأَزِيدُكُمْ سَفَهًا وَمَا يَدْرِي

فَأَتَوْا أَبَا وَهْبٍ وَلَوْ أَذِنُوا … لَقَرَنْتَ بَيْنَ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ

كَفُّوا عِنَانَكَ إِذْ جَرَيْتَ وَلَوْ … تَرَكُوا عِنَانَكَ لَمْ تَزَلْ تَجْرِي


(١) "الفتح" ٨/ ٣٩٥ - ٣٩٦، كتاب "فضائل الصحابة" رقم (٣٦٩٣).