للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقوله: (وَنَعَمِهِمْ) بفتح النون والعين، واحد الأنعام، وهي الأموال الراعية، وأكثر ما يقع على الإبل.

وقوله: (وَمَعَهُ الطُّلَقَاءُ) هذه هي الرواية الصحيحة، ووقع في رواية للبخاريّ: "ومع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف من الطلقاء"، وهي غلط؛ لأن الطلقاء لم يبلغوا هذا القدر، ولا عشر عشرة، قاله في "الفتح" (١).

وقوله: (وَمَعَهُ الطُّلَقَاءُ) بضمّ الطاء وفتح اللام، وبالمدّ: جمع طَلِيق، وهم: الذين أسلموا يوم فتح مكّة، ويقال ذلك لمن أُطلق من إسار، أو وَثَاق، قال القاضي عياض رحمه اللهُ في "المشارق": قيل لمسلمي الفتح: الطُّلقاء لمنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يأسُرهم، ولم يقتلهم (٢).

وقال القرطبيّ رحمه اللهُ: الطُّلَقاء: هم الذين مَنَّ عليهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وخَلَّى سبيلهم يوم فتح مكة، وأصله أنه أطلقهم بعدما حَصَلُوا في وَثاقه. انتهى (٣).

وقوله: (فَأَدْبَرُوا عَنْهُ، حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ) يعني أنهم ولَّوه أدبارهم، وما أقبلوا معه - صلى الله عليه وسلم - على العدوّ، بل بقي وحده.

وقوله: (فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ، لَمْ يَخْلِطْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا) مفسَّر بما بعده؛ يعني أنه - صلى الله عليه وسلم - نادى الأنصار يومئذ نداءين متعاقبين، ملتفتًا يمينًا وشمالًا.

وقوله: (وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ) هذا من كمال شجاعته - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن البغال لا تُركب في القتال، وإنما يركب الخيل.

وقوله: (فَقَالَ: "أنا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ) يعني أنه ينصرني كما وعد بقوله عزّ وجلّ: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا} الآية [غافر: ٥١].

وقوله: (إِذَا كَانَتِ الشِّدَّةُ) وفي رواية البخاريّ: "إذا كانت شديدة"؛ يعني قضية شديدةٌ مثل حرب.

وقوله: (فنحْنُ نُدْعَى) على صيغة المجهول؛ أي نُطْلب.

وقوله: (وَتُعْطَى الْغَنَائِمُ غَيْرَنَا) فعلٌ ونائب فاعله، وفي رواية البخاريّ: "ويُعطِي غيرنا"؛ أي يعطي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الغنائم لقريش.


(١) ٩/ ٤٦٧.
(٢) شرح النوويّ ٧/ ١٥٣.
(٣) "المفهم" ٣/ ١٠٥ - ١٠٦.