للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله: (فبلغة ذلك) أي فبلغ النبي ذلك أي ما قالوه، ويروى "ذاك" بدون اللام.

وقوله: (تَحُوزُونَهُ إِلَى بُيُوتِكُمْ؟) بالحاء المهملة والزاي، يقال: حازه يحوزه: إذا قبضه، ومَلَكه، واستَبَدّ به.

وقال في "الفتح": قوله: "تحوزونه" كذا للجميع بالحاء المهملة، من الحوز، ووقع عند الكرمانيّ: "تُجِيرونه" بالتحتانية بدل الواو، وضبطه بالجيم والراء المهملة، وفسره بقوله: أي تُنقِذونه، وكل ذلك خطأ نقلًا وتفسيرًا، وقد أخرجه مسلم، والإسماعيلىّ من هذا الوجه بلفظ: "فتذهبون بمحمدٍ تحوزونه"، كما في الرواية المعتمدة. انتهى (١).

وقوله: (قَالَ هِشَامٌ) هو هشام بن زيد الراوي عن أنس - رضي الله عنه -، وهو موصول بالإسناد المذكور.

وقوله: (فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ) كنية أنس بن مالك - رضي الله عنه -.

وقوله: (أنتَ شَاهِدٌ ذَاكَ؟) وفي رواية للبخاريّ: "شاهدٌ ذلك" باللام، وهو بتقدير همزة الاستفهام؛ أي أأنت شاهد هذا الذي حدّثتنا به من قصّة غزوة حنين؟.

وقوله: (قَالَ: وَأينَ أَغِيبُ عَنْهُ؟) استفهامٌ إنكاريٌّ، يقرّر أنه ما كان ينبغي لهشام أن يظنّ أن أنسًا يغيب عن ذلك.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه اللهُ المذكور أولَ الكتاب قال:

[٢٤٤٢] ( … ) - (حَدَّثنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، وَحَامِدُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ ابْنُ مُعَاذٍ: حَدَّثنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَني السُّمَيْطُ، عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: افْتَتَحْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ إِنَّا غَزَوْنَا حُنَيْنًا، فَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ بِأَحْسَنِ صُفُوفٍ رَأَيْتُ، قَالَ: فَصُفَّتِ الْخَيْلُ، ثُمَّ صُفَّتِ الْمُقَاتِلَةُ، ثُمَّ صُفَّتِ النِّسَاءُ


(١) "الفتح" ٩/ ٤٦٧.