أوائل القرن العشرين بعد أن أطلقت عليها اسم الجراح الألماني الشهير «فريدريش وترندلينبورج»(١٨٤٤ - ١٩٢٤ م)؛ ومما يؤسف له حقًا ندرة ذكر اسم مخترعها الطبيب والجراح العربي أبي القاسم. وطبيبنا العربي هذا هو صاحب الطريقة المثلى في معالجة الكسور المفتوحة للعظام فهو صاحب فكرة ترك ثغرة في رباط الجبس، وهذه الثغرة يجب أن تملأ بدقة وعناية، ومن حسن الظن أن وصلتنا مجموعة كبيرة من الصور التخطيطية الخاصة بجراحة العيون والأسنان والعمليات الجراحية الأخرى والآلات الضرورية لإجرائها، وقد استكمل الطب العربي جميع هذه الإمكانيات في الوقت الذي كان فيه أطباء أوربا لا يعرفون شيئًا عنها بالرغم من الحاجة الماسة إليها لإجراء العمليات الجراحية.
أما أهم ميزة يتميز بها العرب على اليونان من الناحية الطبية فهي طب العيون، فقد اهتم الأطباء العرب بالعيون وأمراضها وطرق علاجها اهتمامًا عظيمًا حتى إن هذا الفن من الطب لقي تشجيعًا عظيمًا وبخاصة بفضل المجهودات الجبارة التي بذلها علماء الطبيعة العرب. والعبقرية التي أبدوها في البصريات، وهذا علم يعتبر وبحق علمًا عربيًا. وأول كتاب جاءنا في طب العيون عامة هو ذلك الذي وضعه حنين بن إسحق، وبفضل حنين والمؤلفات الرفيعة جدًا التي ألفها علي بن عيسى وعمار الموصلي أصبحت لدينا الأسس التي شيدت عليها أوربا علم طب العيون في مدارسها، وظل الحال كذلك حتى أواخر القرن الثامن عشر. وفي السنوات الأخيرة قدمت لنا أرض أمراض العيون الدواء الناجع الذي اكتشفته، وكذلك القطرة المستخرجة من نبات مصري طبي وهي مفيدة لإزالة الغشاوة التي قد تعلو البلورية كما تفيد في حالات الصرع أو الصداع الجزئي.
والعرب هم الذي أظهروا نبوغًا عظيمًا في تعرف نشأة العاهات الجسمانية التي تعرف الآن باسم «أورثو بيدي» وعلاجها والوقاية منها، فالطريقة المتبعة حتى يومنا هذا في أوربا عند إرجاع عظم الكتف إلى وضعه الطبيعي تعرف باسم الطريقة العربية. وإلى جانب وسائل العلاج «تيرابي» التي كانت مستخدمة قديمًا أعني الحمامات الساخنة والحمامات الباردة، يذكر ابن سينا كعلاج