للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فيما يتصل بأمراض النساء خطوات واسعة إذا أدخل عليه كثيرًا من الإصلاحات سواء في التشخيص أو العلاج أو الأدوات. كما أوجد وسائل جديدة للولادة وبخاصة لتدارك الحالات التي قد يوجد عليها الجنين في الرحم سواء من ناحية وضع يده أو ساقه أو ركبته أو وجهه. وهو أول من نادى باستخدام طريقة العصعص هذه الطريقة التي كثيرًا ما أنكرها «سورانوس» وأسلافه.

أما الطريقة المعروفة اليوم باسم طريقة «فلخر» الطبيب المولد (١٨٥٦ - ١٩٣٥ م) وهو أحد أناء مدينة «شتوتجارت» فمن اختراع الطبيب العربي كذلك، وهو أول من نادى باستخدام طريقة رفع الوالدة عند الوضع تسهيلا للولادة. وأبو القاسم هو صاحب فكرة وطريقة عملية استخراج الحصوة المهبلية، كما أنه مخترع المرآة المهبلية وعملية توسيع المهبل عند الولادة تسهيلا للوضع، كما علم وعالج الشذوذ الذي قد يوجد في الفم أو الفك واستخدام الخطاف لاستخراج الزوائد الأنفية. وأجرى عمليات ناجحة في القصية الهوائية بقطع أفقي لخادمه. وأبو القاسم هو الذي أجرى العملية المشهورة التي تمنع تدفق الدم من الأوعية الدموية الكبرى، ولم تعرف أولا هذه العملية إلا بعد وفاة أبي القاسم بستة قرون وكان أول من اشتهر بها الجراح الفرنسي «أمبرواز باريه» وكان ذلك عام ١٥٥٢ م، ولولا أبو القاسم وتفوقه ونجاحه في القيام بعمليات البتر ما استطاع الطب أن يخطو هذه الخطوات العظيمة.

ولأبي القاسم يرجع الفضل الأكبر في تقدم الجراحة، وإليه يدين الجراحون بالكثير مما توصلوا إليه في عصرنا الحاضر، فهو السباق إلى مختلف أنواع الخياطات الجراحية مثل المشكولة أو تلك التي تشبه حياكة الفراء ثم الرفْو، وبخاصة فيما يتصل بالعمليات الجراحية التي تجري في البطن. فهو يستخدم إبرتين في خيط واحد، هذا فضلا عن استخدام مصارين القطط والأوتار في الجراحات الخاصة بالمصارين. وهو ينصح عند خياطة الجراح وإجراء العمليات الجراحية أسفل السرة برفع الحوض والساقين. وهذا الوضع هو الذي أخذته أوربا فيما بعد عرف باسم وضع «ترندلينبورج». وقد استخدمت أوربا هذه الطريقة في

<<  <   >  >>