للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هذا الصقع من أوربا نجد هذا الأستاذ، بفضل هذه العلوم. قد استطاع أن يكتب كتابه عن الوباء، فيقرر أن شيئًا واحدًا هو المسئول عن انتشار الوباء، وذلك الشيء هو انتقال العدوى. لذلك نجد الحكومة تتخذ بعض الاحتياطات للوقاية من انتشار المرض، ومن أولى البلاد التي سلكت هذا المسلك إيطاليا وبخاصة البندقية؛ لأنها عن طريق اتصالاتها بالشرق اكتسبت خبرة عظيمة وعينت عددًا من الأطباء العرب في مستشفياتها ومصحاتها لإدخال الطب العربي واستخدام القواعد العربية الصحية في جميع دور العلاج.

ثم نجد الوزير الأندلسي الذي ألف كتابًا حول نشأة الجراثيم يحل اللغز المشكل حول العدوى وانتقالها، فهي لا تنتقل إلى أناس خصوصيين ملازمين للمرضى بينما ترتع في أفراد آخرين إذا ما دنوا من مريض. لقد أثبت هذا الطبيب العربي أن انتشار المرض يتوقف على درجة استعداد جسم الإنسان الملازم للمريض، فلا بد من أن تتوافر عوامل خاصة لانتقال العدى، وبخاصة أن العدوى قد تنتشر بسرعة ودفعة واحدة أو تدريجيًا، وقد تكون قوية عنيفة عند شخص وضعيفة بسيطة عند آخر أو لا توجد بتاتًا. والاستعداد لقبول المرض هو الذي قد يؤدي بالمريض أو ينجيه منه بدون صلاة أو أي أثر للكواكب والأجرام.

قد نستفيد من المسلمين الكلاب (! ! ) ما ينفعنا.

وقد كان، فقد أغنى الجراح العربي الأندلسي أبو القاسم المتوفى عام ١٠١٣ م العلم بأبحاثه التي أفادت الطب كثيرًا وبخاصة فيما يتصل بالأمراض التي تصيب الدم، فقد فحصها أبو القاسم وراقبها في أسرة بعينها، وهكذا نجد قبل ظهور «برسيفال بوت» (١٧١٣ - ١٧٨٨ م) بنحو سبعة قرون يقوم الطبيب العربي أبو القاسم بدراسة التهابات المفاصل وسل الصلب، هذه الأمراض التي نسبت فيما بعد إلى الإنجليزي «بوت» وسميت «سوء بوت».

لقد أدخل هذا الطبيب العربي كثيرًا من التجديدات لا في الجراحة فحسب بل في كي الجراح وتفتيت الحصوة الموجودة في المثانة، وكذلك في التشريح الجسماني وتشريح الحيوانات لإجراء التجارب والبحوث أيضًا، كذلك خطا بالطب اليوناني

<<  <   >  >>