للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هو الطبيب والمفكر الفرنسي الحر الذي كان يعني كثيرًا بالدراسة العربية الطبية ويقابل بينها وبين ما خلفه اليونان. لذلك نجد «ميجويل ترافيدا» أحد أبناء مدينة «فيلا نويفا» وهو الذي يعرف أيضًا باسم «ميجويل ثروت»، يقرر دراسة الطب في فرنسا في باريس وفينا وبادوا، وقد ظل «ثروت» زومنًا طويلًا متنكرًا تحت اسم مستعار يضعه على كتبه، كما احترف مهنة التطبيب وعمل كطبيب خاص. وفي عام ١٥٥١ م أصدر رسالة حول بطلان التثليث فواجه بها الرأي العام صراحة فسرعان ما هاجمه القدر.

ثم نجد «كفلين» يشي بالمؤلف ويقول إنه «ثروت»؛ لذلك هاجمه زبانيته وألقوا به في سجن مدينة جنيف، فقاسى كثيرًا من الأمراض وويلات التعذيب التي يخجل «ثروت» من ذكرها، وقد افترسته البراغيث تقريبًا وليس عليه قميص يستره كما كان يرتعد من شدة البرد وهو في أسماله الممزقة، لذلك استدعى «ثروت» هذا الشخص المسمى «كلفين» وأبدى له رغبته في أن يحكم بعدل في قضيته، لكن قضية «ثروت» هي التي كانت السبب في القضاء عليه وتعذيبه حتى فارقت روحه جسده. ففي عام ١٥٥٣ م أحرق «ثروت» حيًا في جنيف ومعه كتابه الذي كان قد ظهر في ذلك الوقت حول «إحياء المسيحية» وهو الكتاب الذي يتحدث فيه أيضًا عن هذه المسألة الهامة الخاصة بالدورة الدموية الصغرى.

وقد اهتم «ثروت» كثيرًا بالطل العربي فهمًا ودرسًا ونقدًا فنجده يعرض لطبخ المشروبات عند العرب، ويقابل بينه وبين ما ذكره جالينوس خاصًا بطبخ الأنواع الرئيسية للعصير ونظرياته حول هذا الموضوع، فهل كان تحت يد «ثروت» شرح ابن النفيس على هذا الكتاب الطبي العظيم لابن سينا الذي توجد منه نسخة في مكتبة الإسكوريال بالقرب من مدريد؟ وفي هذا الشرح الذي احتفظت منه الإسكوريال بنسخة نجد الكشف العربي العظيم الذي أثر أثرًا مباشرًا في العلوم الأوربية.

لكن «ثروت» لم يكتف بما ذهب إليه بل أخذ يوزع ضرباته وهجومه على جالينوس، هذا الهجوم الذي لم يؤثر على أفكاره وعرضها بخلاف خليفته «كولومبو» الذي لم يعرف الكتاب المشار إليه والمنسوب إلى «ثروت»، لذلك لم يندفع في تيار

<<  <   >  >>