للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تعالج الموضوعات الطبية المختلفة من عهد أبقراط حتى عصر جمعه، فما أعظم هذه المعلومات وأقيمها التي كان يعرفها الرازي! لقد اطلع على جميع ما وقع في يده من كتب الطب واستشهد في الحاوي بمختارات من المراجع اليونانية والهليّنية والهندية والفارسية والسريانية والعربية، مع الدقة في ذكر المراجع عند الحديث عن كل مرض من الأمراض التي عالجها أو اهتم بها، وإلى جانب ذلك كان يذكر رأيه الخاص وتجاربه ليجعل من موسوعته كتابًا أقرب إلى الكمال ليتوج به حياته، إلا أن العمى الذي أصابه والموت الذي اختطفه حالا دون تحقيق هذه الأمنية.

أما تلاميذه فقد تناولوا هذا السفر العظيم وتقاسموه بينهم لإعداده للنشر، لذلك ظهرت فيه بعض الخلافات نظرًا لتعدد المؤلفين، فنحن نجد فيه اختلافًا في العرض والتأليف واختلافًا في المنطق عن سائر مؤلفات الرازي الأخرى.

وهناك كتابان آخران للرازي وجدا شهرة أكبر وأعظم من الحاوي، كما ترجما إلى مختلف اللغات، وهما يعالجان الطب بطريقة منتظمة، كما يتحدثان عن مختلف الأمراض التي تنتاب الإنسان من رأسه حتى أخمص قدمه وأعراض هذه الأمراض وتطورها وعلاجها في المستشفى وطبها.

وقد أهدى المؤلف الكتاب الذي عرف باسم المنصوري إلى حاك خراسان وهو يعرف في اللاتينية باسم أي «كتاب الطب المنصوري» أو «الكتاب المنصوري»، وللرازي أيضًا كتاب الأقطاب وكتاب الشفاء في ساعة، وقد وضع الأخير استجابة لرغبة الوزير ابن القاسم بن عبد الله، وذلك عقب مناقشة دارت حول المدة التي يجب أن يعالج فيها المرض فقال بعض الأطباء الحاضرين: إن علاج المرض يحتاج إلى الزمن الذي احتاجه للظهور. فقال الرازي عن هذا الاجتماع: لقد قالوا هذا حتى يسمحوا لأنفسهم بزيارة المريض مرات عديدة ليحصلوا على أكبر مبلغ ممكن، فاندهش الوزير عندما سمع مني أن بعض الأمراض قد يشفى في ساعة، ورجاني أن أكتب له في هذا كتابًا، وها هو الكتاب.

ومن كتب الرازي الكثيرة الانتشار كتابه الخاص بأولئك الذين لا يتيسر لهم

<<  <   >  >>